د. محمد منصور

يعد نبيل بن يعقوب الحمر أحد رواد الصحافة البحرينية في القرن العشرين وأصغرهم سناً. وهو من الشخصيات المثقفة البارزة التي لعبت دوراً مهماً ومؤثراً في مجال تأسيس الصحافة المحلية وتطويرها، والعمل على تفعيل النشاط الثقافي وبخاصة فيما يتعلق بمجال حركة التأليف والنشر في مملكة البحرين. ولد في عام 1950م بمدينة المنامة، وشب وترعرع وسط أسرة عربية أصيلة عرفت بحبها للعلم والثقافة، فكان لها دورها الفاعل في المجالات التربوية والثقافية والاجتماعية في البلاد. وقد حرص والده على تعليمه وكان من المشجعين له على مواصلة الدراسة الجامعية والعمل على تثقيف ذاته من خلال تلبية كل ما يطلبه من مال لشراء الكتب والقصص والصحف فيما بعد التي كانت ترضي ميوله وتشبع رغباته أبان فترة وجوده طالباً. بدأ دراسته الابتدائية في عام 1955م بالمدرسة الشرقية الابتدائية بالمنامة والتحق بعد إكماله المرحلة الابتدائية بمدرسة الحورة الإعدادية للبنين والتحق بعدها بمدرسة المنامة الثانوية وتخرج منها في عام 1968م. وكان من الطلاب المتميزين في تحصيلهم الدراسي فسافر بعد تخرجه من المدرسة الثانوية إلى القاهرة لدراسة الحقوق، إلا أنه وجد ذلك التخصص لا يتماشى ورغباته، فقفل راجعاً إلى البحرين في نفس العام 1968م. وعندما علم محمود المردي رئيس تحرير جريدة الأضواء برجوعه إلى البحرين طلب منه العمل معه بجريدة الأضواء وكانت الجريدة الوحيدة التي تصدر في البلاد مرة كل أسبوع. وساهم أثناء عمله في الإصدار الأول لجريدة الأضواء اليومية التي صدرت في الأول من نوفمبر من عام 1969م، وكانت تجربة لم يكتب لها النجاح. كان يتطلع لدراسة الإعلام بإحدى الجامعات المعروفة، فكان له ما أراد بالالتحاق بقسم الصحافة بجامعة بغداد في عام 1970م وتخرج منها في عام 1974م محققاً التخصص الذي يناسب ميوله ورغباته منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية. ففي أثناء دراسته بمدرسة المنامة الثانوية تولى رئاسة تحرير صحيفة الطالب التي كان يشرف عليها الأستاذ عبدالرحمن الصوير وكانت تلك تجربته الأولى في مجال العمل الصحفي. كان شغوفاً بالقراءة والاطلاع فلازم أثناء دراسته الجامعية في بغداد مكتبة الجامعة وأخذ يتردد عليها بشكل مكثف من أجل تثقيف ذاته وتوسيع مداركه وهو الهدف الذي طالبه والده بتحقيقه. وأخذ يقتني أمهات الكتب العربية إضافة إلى الكتب الحديثة النشر وبخاصة تلك التي تتحدث عن الفكر والثقافة والسياسة والإعلام. وعندما عاد إلى البحرين في عام 1974م كان يحمل في يد المؤهل الجامعي في الصحافة، وفي اليد الأخرى مكتبة صغير كونها أثناء دراسته هناك لتكون نواة مكتبته الخاصة في منزله. وجد نفسه بعد عودته من الدراسة في جامعة بغداد أمام عدة عروض للعمل في مجال الصحافة باعتباره الصحفي المؤهل تأهيلاً أكاديمياً. فقد طلبه الصحفي الكبير محمود المردي للعمل معه إلا أنه فضل العمل كمراسل صحفي لجريدة الوطن الكويتية وذلك لاكتساب المزيد من الخبرات في مجال الصحافة. وفي عام 1976م عرض عليه الأستاذ طارق عبدالرحمن المؤيد وزير الإعلام آنذاك مهمة تطوير مجلة هنا البحرين، فلبى طلبه مع استمراره مراسلاً لجريدة الوطن. وحدث في نفس عام 1976م أن قرر وزراء الإعلام لدول الخليج المتمثلة في دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية العراق تأسيس وكالة أنباء الخليج، واختار الوزراء الأستاذ نبيل يعقوب الحمر مديراً للوكالة. وبمجرد تعيينه مديراً لوكالة أنباء الخليج عمل ليل نهار من أجل تأسيسها وفق أحدث المفاهيم والأسس الإعلامية والصحفية. وقد تمكن في عام 1977م من إبرازها إلى الوجود معتمداً في ذلك على الكوادر الصحفية المحلية التي باشرت عملها بنجاح تام. واستمر في عمله مديراً لوكالة أنباء الخليج حتى عام 1989م حين قدم استقالته ليؤسس جريدة الأيام. إصداره جريدة الأيام كان إصدار جريدة يومية في مملكة البحرين من بين الأهداف التي سعى إلى تحقيقها. فقد وجد الساحة الصحفية المحلية بحاجة ماسة إلى جريدة يومية ثانية بخاصة وأن هناك جريدة يومية واحدة تصدر في البلاد منذ عام 1976م وهي جريدة “أخبار الخليج”. وقد تطلعت النخب المثقفة في البحرين إلى إصدار جريدة يومية ثانية تكون رافداً للحياة الفكرية والثقافية والإعلامية من خلال إفساحها للأقلام المحلية الواعدة لتأخذ دورها في كتابة المقالات الصحفية وكتابة البحوث والدراسات. كانت مهمة إصدار جريدة يومية ثانية مهمة صعبة وتحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرار. فقد مضى عقد ونيف على إصدار أول جريدة يومية، ولم تحدث أي محاولة لإصدار جريدة ثانية خلال الفترة من عام 1976م وحتى عام 1989م. ونظراً لتلك الظروف والمعطيات فقد تصدى الأستاذ نبيل يعقوب الحمر إلى مهمة إصدار جريدة يومية ثانية، وكان له ما أراد بإصدار جريدة “الأيام” في يوم الثلاثاء السابع من مارس في عام 1989م أي بعد مضي 13 سنة على إصدار جريدة “أخبار الخليج”. وهي جريدة يومية سياسية جامعة تصدر عن مؤسسة الأيام للنشر. تميزت جريدة الأيام التي رأس تحريرها الأستاذ نبيل يعقوب الحمر بترويستها ذات اللون الأزرق الذي غطى مستطيلاً كتبت فيه كلمة “الأيام” باللغتين العربية والانجليزية. كما كتب بيتاً من الشعر لطرفة بن العبد وهو: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود الملاحظ أن الأعداد الأولى لم تحمل اللون الأزرق في ترويستها، بل صدرت بخلفية رمادية. صدر العدد الأول في 16 صفحة من القطع الكبير وخلا من الصور الملونة، وكانت تطبع في المؤسسة العربية للطباعة والنشر، غير أنها الآن تطبع في مطابع مؤسسة الأيام للطباعة والنشر. وتغير عدد صفحاتها واستقر في 44 صفحة بالقطع الكبير مستخدمة ورق الجرائد العادي. تعهدت الجريدة منذ صدور عددها الأول أن تكون صوتاً للمواطنين وأن تستقطب العناصر الشابة القادرة على العطاء في مجال الفكر والثقافة، بغية إبقاء الجريدة مفعمة بالنشاط والحيوية من خلال الطاقات المتحفزة. وجاء في افتتاحية العدد الأول على لسان رئيس تحريرها الأستاذ نبيل يعقوب الحمر آنذاك ما يوضح توجهات الجريدة، حيث قال: “لماذا الأيام؟ لعل هذا السؤال الذي طرحناه على أنفسنا قبل أن يطرحه أحد علينا. وكان جوابنا ولماذا لا؟ نعم لماذا لا تكون “الأيام” صوتاً جديداً في هذه الأرض الطيبة المعطاء؟ ولماذا لا تكون ضوءاً للحضارة في أرض عرفت الحضارة منذ وجدت؟ ولماذا لا تكون صوتاً للمواطن ومنبراً له يقول من فوقه ما الذي يشغل ضميره وما الذي يملأ ليله ونهاره من أحلام تجسد حريته في القول ومسئوليته في العمل. ولأنها طبيعة الأيام التي تنبئنا بجوهر العصر يرحب بكل جديد. فكيف سيصبح الأمر عندما يكون هذا الجديد صحيفة تزودنا بكل ما تخبئه من أنباء. أنها طبيعة الأيام تلوح تباشيرها في الأفق والتي تعني ضمن ما تعني اتساع مساحة حرية الرأي، والرأي الآخر، في وطن اتسعت أفئدة قيادته وتجاوبت مع إيقاع العصر. ولأنها تجربة جديدة في عالم الصحافة العربية، ليس لأنها مطبوعة جديدة تظهر لتأخذ موقعها في الحياة، بل لأنها تجربة جديدة تعطي فيها القدرة والإدارة لمجموعة طيبة من شباب هذا الوطن المعطاء لإنشاء وإصدار صحيفة جديدة تدار ذاتياً بدعم من وطنهم حكومة وشعباً بالتالي فإن عليهم الكثير من العطاء المهني والذي سوف يساهم في خلق منافسة صحفية شريفة من أجل تقديم أفضل خدمة للوطن والمواطن. استقطبت (الأيام) كما جاء في توجهاتها الأقلام الشابة والعناصر الطالعة. وإن وجود كوكبة من الصحافيين من أبناء البلاد عملوا بالجريدة لهو خير دليل على مصداقية ذلك التوجه. ومن بين الصحفيين الذي غذوا الجريدة بأقلامهم بعد صدورها مباشرة خالد البسام، وإبراهيم بشمي، وعصمت الموسوي، وسوسن الشاعر، ويوسف مكي، وعبدالمنعم إبراهيم، وأحمد جمعه. ونظراً لتفجر الحداثة في الأدب البحريني والاهتمام بأمور الشعر والتراث في فترة الثمانينيات، فقد ساهمت الجريدة بدور فاعل في إبراز تلك التوجهات. ومن بين الذين ساهموا بالكتابة في مجال الأدب شعراً ونثراً ونقداً بعد صدورها كل من حسن كمال، وعلي الشرقاوي، والدكتور علوي الهاشمي، وقاسم حداد، وسعيد الحمد، ومحمد عبدالملك. تميزت جريدة (الأيام) أيضاً باستكتاب كبار الأدباء والمفكرين ومن بينهم الدكتور محمد جابر الأنصاري، وفهمي هويدي، وأحمد عبدالمعطي حجازي. كما أنها تقوم بين الفنية والأخرى بنشر مقالات كبار الكتاب والمحللين والسياسيين بالاتفاق مع الصحف الأخرى العربية والأجنبية. عرفت الجريدة بتعدد الملاحق التي تصدرها، وفي مقدمتها الملحق الرياضي الذي أصبح على شكل صحيفة يومية تحت عنوان (الأيام الرياضي) فقد صدر العدد الأول من صحيفة (الأيام الرياضي) في يوم الاثنين الأول من ديسمبر 2003م. ويصدر هذا الملحق ملوناً وفي 12 صفحة بحجم صفحة الأيام، يضم الأخبار الرياضية المحلية والعربية والعالمية. وتصدر الجريدة الملاحق الأسبوعية التالية: (ملف الأسبوع) ملحق أسبوعي يصدر كل سبت، و(رؤى) ملحق أسبوعي يصدر كل أحد، و(منوعات) ملحق أسبوعي يصدر كل أربعاء، و(البراعم) ملحق أسبوعي يصدر كل جمعة. تطورت الجريدة في شتى جوانبها من حيث الإخراج والمضمون، ولحق بذلك تنوع في المادة التحريرية وفي أبوابها الثابتة ومنها: محليات، البلديات والمحافظات، البرلمان، الاقتصاد، التواصل، قضايا، صحافة، الملتقى، ثقافة، تحقيق، عرض وطلب، خدمات، الناس، مال وأعمال. أصبحت جريدة الأيام بفضل الجهود التي بذلها الأستاذة نبيل يعقوب الحمر مدرسة خرجت الكثير من الكوادر الصحفية التي تعمل حالياً في العديد من الصحف البحرينية. إصدار جريدة بحرين تربيون Bahrain Tribune بعد النجاح الذي حققته جريدة الأيام، عمل الأستاذ نبيل يعقوب الحمر على إصدار جريدة يومية باللغة الانجليزية تكون رديفاً لجريدة الأيام التي تصدر باللغة العربية. ففي يوم الأحد الثامن من مارس عام 1997م صدر العدد الأول، واستخدم اللون الأزرق الذي غطى مستطيلاً كتب فيه اسم الجريدة باللغة الانجليزية وهو نفس المستطيل الأزرق الذي استخدم في ترويسة وصيفتها الأيام. تصدر الجريدة في 20 صفحة منذ العدد الأول وحتى الآن، وهي من القطع الكبير مستخدمة ورق الصحف العادي. وصدرت بصورها الملونة وذلك بسبب تكامل مطابع مؤسسة الأيام في تلك الفترة. وتهدف مؤسسة الأيام من وراء إصدار هذه الجريدة إلى تقديم الأخبار المحلية والعربية والدولية إلى الأجانب المتواجدين على أرض البحرين والدول الخليجية وبعض الأقطار التي توزع فيها الجريدة. فهي تغطي شتى ألوان النشاط السياسي والاقتصادي والعلمي والأدبي والفني والاجتماعي داخل مملكة البحرين وخارجها. تخصص الجريدة في العادة الصفحة الأولى لإبراز أهم الأخبار المحلية والعالمية، كما تخصص ثلاث صفحات للأخبار المحلية، وصفحة لأخبار الخليج والشرق الأوسط، وأخرى لأسيا، وصفحتان للتعليق على أحداث وأخبار بأقلام كتاب من دول مختلفة. أما بالنسبة للأخبار العالمية فقد أعطت الجريدة اهتماماً خاصاً بها وأفردت قرابة خمس صفحات لها، وتشمل تغطية أخبار من العالم العربي. وخصصت الجريدة أربع صفحات للأمور الاقتصادية والمالية. وهناك صفحات ذات مواد ثابتة منها صفحة الإذاعة والتلفزيون، والصفحة المبوبة، وخصصت أربع صفحات للرياضة بما في ذلك الصفحة الأخيرة من الجريدة. تصدر الجريدة ملاحق في مناسبات مختلفة كالعيد الوطني والمناسبات الأخرى التي تهم الشأن الداخلي. تأسيسه مكتبة الأيام الكشكول استكمالاً لدوره الصحفي والثقافي فقد عمل على تأسيس مكتبة تجارية تكون رافداً للثقافة بشكل عام ومركزاً لبيع وتوزيع الصحف والمجلات في مملكة البحرين. وانطلاقاً من تلك المعطيات فقد عمل على تأسيس مكتبة الأيام في السنة التي صدرت فيها الجريدة أي في عام 1989م. وتعد مكتبة الأيام التي أطلق عليها “مكتبة الأيام الكشكول” من بين أكبر المكتبات التجارية في البلاد. ونظراً للتطلعات المستقبلية التي أوالها مؤسسها فقد شقت طريقها بنجاح وأصبحت مركزاً ثقافياً يتم التزود من خلالها بأحدث الكتب التي تنشر في الوطن العربي. ومما زاد من شهرتها تبني مؤسسة الأيام عمليات النشر بطريقة تقنية حديثة وتوفر الكتب المنشورة حديثاً بمكتبتها التجارية، مركزة على الكتب الفكرية والثقافية التي لها دورها الفاعل في تنمية الفكر وتوسيع مدارك الثقافة لدى القراء. اهتمت مؤسسة الأيام للنشر بتزويد المكتبة بالمجلات والجرائد المحلية والعربية والأجنبية. ويبلغ عدد عناوين تلك الصحف التي تعرضها المكتبة زهاء 400 مطبوع، وهذا ما جعل مكتبة الأيام الكشكول من بين أهم المؤسسات المحلية في جلب الصحف والمجلات العربية والأجنبية وتوزيعها. مساهماته في نشر الكتب البحرينية عمل منذ تأسيسه مؤسسة الأيام للنشر في عام 1989م على تحقيق ما تحمله المؤسسة من اسم، مركزاً على نشر العديد من المؤلفات البحرينية وبخاصة تلك المؤلفات التي يحتاجها المواطن البحريني والتي تتحدث عن تاريخ البحرين وحضارتها وتراثها الثقافي. وقد عرفت مؤسسة الأيام للنشر بنشر العشرات من عناوين الكتب الموجهة للأطفال والتي قام بتأليفها الأستاذ إبراهيم بشمي. وكان الهدف من وراء نشر هذه الكتب أو القصص الموجهة للأطفال تشجيعهم على القراءة وتعريفهم بتراثهم وتراث بقية الأمم الأخرى ما يعني زرع عادة حب القراءة لدى الأطفال. كما نشر للمؤلف نفسه مجموعة كتب تتحدث عن تراث البحرين وتاريخها المعاصر. وكان لمؤسسة الأيام بتوجيه من مؤسسها الدور الكبير في طباعة المخطوطات المهمة والتي منها على سبيل المثال الكتاب التاريخي المشهور “عقد أللآل في تاريخ أوال” للشيخ محمد علي التاجر الذي بقي مخطوطة لعشرات السنين إلى أن قامت مؤسسة الأيام بإبرازه إلى الوجود. ونشرت مؤسسة الأيام مجموعة من مؤلفات خالد البسام والتي تتحدث عن تاريخ البحرين الحديث والمعاصر. كما نشرت كتاباً عن تاريخ السينما في البحرين للدكتور منصور سرحان، هذا بالإضافة إلى نشرها العشرات من المؤلفات البحرينية. وبهذا تكون مؤسسة الأيام دار النشر الوطنية الوحيدة التي ساهمت مساهمة فعالية في نشر الكثير من النتاج الفكري المحلي. اهتمامه بتنظيم معارض الكتب بدأ اهتمامه بتنظيم معارض الكتب في عام 1992م عندما بدأ تجربته الأولى بتنظيم أول معرض كتاب في مبنى جمعية رعاية الطفل والأمومة، وكان معرضاً صغيراً إلا أنه نال اهتمام جميع شرائح المجتمع فأخذت تلك الشرائح تتدفق على هذا المعرض بشكل مكثف. وقد أدى ذلك إلى تشجيعه على تنظيم المزيد من معارض الكتب ولكن بصورة أوسع. وبلغ عدد معارض الكتب التي نظمتها مؤسسة الأيام اعتباراً من عام 1992م و حتى عام 2009م 17 معرضاً أطلق عليها “مهرجان الأيام الثقافي” حيث تتخلل بعض المعارض فعليات ثقافية أخرى تقام على هامش معرض الكتاب، ومنها إلقاء المحاضرات وعرض الأفلام الثقافية. واختارت الأيام على مدى عدة سنوات شهر رمضان المبارك لتقام مهرجانها الثقافي المتمثل في معرض الكتب وتنظيم الندوات والمحاضرات. ونالت هذه الفعاليات الثقافية نجاحاً باهراً أدى إلى مشاركة العديد من دور النشر العربية المهمة من مشرق الوطن العربي ومغربه إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي. ونظراً للنجاحات التي حققها على أرض الواقع في تنظيم معارض الكتب، فقد وقعت وزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام في يوم الاثنين 19 مايو سنة 1997م اتفاقية مع مؤسسة الأيام للنشر تمنح بموجبها مؤسسة الأيام حق تنظيم وإدارة معرض البحرين الدولي الثامن للكتاب، وهو المعرض الذي نظم في شهر مارس من عام 1998م. وتم اختيار مؤسسة الأيام للقيام بمهمة تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب نظراً لما لهذه المؤسسة الوطنية من خبرة متراكمة في مجال تنظيم معارض الكتب وإقامة المهرجانات الثقافية المصاحبة. أول صحفي يصبح وزيراً للإعلام قدم الأستاذ نبيل يعقوب الحمر خدمات إعلامية جليلة للوطن وبذل الكثير من الجهد للارتقاء بالعمل الصحفي وتفعيل العمل الثقافي في البلاد. وقد نال ثقة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين فعين وزيراً للإعلام في عام 2001م. وأثناء توليه مسئولية الإعلام أخذ يكمل الأدوار التي لعبها من سبقه من قبل من الوزراء وهما الأستاذ طارق عبدالرحمن المؤيد والأستاذ محمد إبراهيم المطوع، فقام بوضع دراسة عن إنشاء وتأسيس مركز أخباري بتلفزيون البحرين وكان له ما أراد. ومن أجل تفعيل ونجاح المركز الأخباري تم جلب المعدات الحديثة وتدريب الكوادر العاملة بالمركز، كما تم التركيز على تطوير هيكلة الإعلام الخارجي. وكانت بصماته واضحة في تطوير الحركة الثقافية والمسرحية والفنية والتي من بينها تطوير فرقة البحرين الموسيقية، وبناء المسرح (الصالة الثقافية)، ووضع خطة ترمي إلى تأسيس مسرح في كل مدينة من مدن البحرين. ونالت المعارض الفنية والتراثية اهتماماً شديداً من قبله ما أدى إلى ازدهارها ورواجها. بقي وزيراً للإعلام حتى عام 2005م عندما عين مستشار جلالة الملك لشئون الإعلام وهي مسئولية في غاية الأهمية ومرتبطة بخبرته في مجال الإعلام والصحافة. ومن بين المهام التي أنيطت به تعيينه رئيساً لمجلس أمناء معهد التنمية السياسية وفق الأمر الملكي الصادر عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين في 19 نوفمبر 2009م. وبهذا يكون الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر أحد أبرز رجالات البحرين في مجال الصحافة وال