تتعلق اليوم انظار الجماهير العربية بالعاصمة العراقية بغداد، حيث يختتم القادة العرب اليوم مؤتمرهم الاستثنائي المخصص لبحث المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي… تتعلق انظار الجماهير ببغداد اليوم وهم ينتظرون قرارات مختلفة عما اصدرته القمم العربية السابقة. وللجماهير العربية كل الحق في ان تنتظر شيئاً مختلفاً هذه المرة.. فلعلنا لا نغالي اذا قلنا ان ما تواجهه الأمة العربية في اللحظة الراهنة هو اخطر بما لا يقاس من كل ما واجهته من قبل فالتهديدات تكاد تطال الوجود العربي المستقل نفسه. فالثابت ان سنوات الانقسامات والخلافات العربية – العربية قد تركتنا في حالة صارت فيها خطوطنا مكشوفة ودفعاتنا مفتوحة. وظللنا يوماً بعد يوم نرى العدو يزداد توحشاً وصلفاً وعجرفة في سعيه لبسط سيطرته المطلقة على المنطقة. وإذا كنا نقول ان التحالف الصهيوني الامبريالي قد لعب دوراً هاماً ورئيسياً فيما وصلنا إليه من حال، فإن ذلك هو نصف الحقيقة فحسب.. اما النصف الآخر، فهو اننا ايضاً كعرب مسؤولين عما وصلنا إليه، بإضاعتنا سنوات وسنوات في خلافات واختلافات هامشية وثانوية – رغم اننا نتفق جميعاً في ادراك المخاطر التي تهدد الجميع ولا تستثنى احداً. واننا لعلى ثقة من ان القادة العرب هم اكثر الناس ادراكاً لهذه الحقيقة ووعيا بها.. وان قرارات قمة بغداد التي تصدر اليوم ستكون على مستوى المسؤولية التاريخية التي يواجهها الجميع وانها ستكون فاتحة خير وبداية لعصر عربي جديد.