لاشك ان الحادث الأليم الذي تعرض له الحجاج البحرينيون في حادث نفق المعيصم قد ترك ابلغ الاثر في انفس الجميع وخاصة القيادة الحكيمة في هذا البلد العزيز التي عرف عنها في هذه المواقف السبق في مؤازرة المواطنين ومواساتهم والاخذ بيدهم عندما تواجههم المحن والتخفيف من آلامهم ومصابهم. ومن هذا المنطلق فقد جاء الأمر السامي الذي اصدره سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء يوم أمس بصرف مبلغ عشرة آلاف دينار لعائلة كل فرد من المتوفين في حادث النفق. وتأتي مكرمة سمو رئيس الوزراء هذه انطلاقاً من اهتمام سموه الشخصي بمتابعة أحوال اسر الذين اختارهم الله وتقديم العون لهم لكي يتمكنوا من الخروج من محنتهم هذه ومجابهة متطلبات الحياة القادمة. ان المكرمة التي امر بها سمو رئيس الوزراء أمس ليست بغريبة على قيادة هذه البلاد التي وضعت في سلم اولوياتها تحقيق أمن المواطن وتيسير سبل رفاهيته ورخائه في مختلف الظروف. نقول ان هذه المكرمة التي امر بها سموه أمس لأسر المتوفين ليست بغريبة.. فمنذ اليوم الأول لتوارد انباء المحنة اصدر سموه توجيهاته لجهات الاختصاص بالعمل على وجه السرعة لتقديم كافة اشكال المساعدة والعون للحجاج البحرينيين الذين تعرضوا لحادث النفق واطمأن سموه شخصياً على الخطوات التي اتخذت لعلاج الحجاج المصابين وتسهيل السبل امام عودتهم ورعايتهم بالصورة المطلوبة. وهكذا هي القيادة الحقة.. القيادة التي تضع نصب عينها اولاً واخيراً المواطن وتلبية متطلباته في السراء والضراء والوقوف إلى جانبه قلباً وقالباً لتتوثق عرى الاسرة الواحدة التي عرف بها هذا المجتمع.. وهكذا هو الوطن.. بيت للجميع.. يشد بين ابنائه حبل المودة والتآزر في كل الأوقات وكل الظروف.. ويعمر الحب في قلوب ابنائه.