كسبنا المعركة ولم نكسب الحرب الكثير من الفلسطينيين مازالوا يعيشون ويعملون في الكويت الوضع الداخلي مطمئن والانتخابات ستجرى في موعدها كتب – نبيل الحمر: قال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح: اننا كسبنا المعركة ولكننا لم نكسب الحرب، وهناك فرق بين ان تكسب معركة وان تكسب الحرب، واضاف الشيخ سعد: لقد كسبنا المعركة ولكن مازالت هناك اسلحة مخبأة في جنوب وشمال العراق.. وهناك تقارير تتعلق بصناعة صواريخ سكود مثلا كما سمعنا مازالت داخل وزارة الزراعة، فهل يمكن ان ننام على وسائد من حرير تجاه ذلك؟ وأكد ولي عهد الكويت في حديث لرؤساء تحرير عدد من الصحف البحرينية والسعودية ان الوضع الداخلي في الكويت مطمئن وقال انه يسير من حسن الى أحسن بفضل تعاون الاشقاء والاصدقاء مشيرا الى انه كمسؤول كان يتوقع ان تحدث بعض المشاكل الامنية مثل تلك التفجيرات التي وقعت قبل فترة. واوضح الشيخ سعدالعبدالله ان الكويت انتقلت الآن من عملية التعمير الى عملية انعاش الاقتصاد وبدأت الانتاج بطرق مدروسة واخذت الاوضاع تتحسن تدريجيا. وأكد ان انتخابات مجلس الامة ستجرى في موعدها الذي اعلنه امير الكويت، واعرب عن قناعته بان اي تيار يصل الى مجلس الامة سيعمل في النهاية لخدمة الكويت. وجدد ولي عهد الكويت تأكيده بان الكثير من الفلسطينيين الشرفاء مازالوا يعيشون ويعملون في الكويت بشكل اعتيادي وقال: اننا لا نعاقب احدا بسبب جنسيته. تفاصيل الحديث صفحة 9 ولي عهد الكويت: لقد كسبنا المعركة ولم نكسب الحرب.. فهل يمكن ان ننام على وسائد من حرير؟ للعراق مصلحة في زعزعة الامن والاستقرار لا نعاقب أحدا بسبب جنسيته لماذا نشر المقال باسم برزان.. ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ كتب – نبيل الحمر: كنت في طريقي الى مطار الكويت عائدا الى البحرين حين همس مرافقي قائلا: هل علمت ماذا جرى ظهر اليوم.. لقد شن ارهابي مجهول هجوما مسلحا على مجموعة من السيارات، وامطرها بوابل من الرصاص ولاذ بالفرار. هذا الحادث وغيره من حوادث العنف اصبحت تشكل قلقا يوميا ليس للقيادة الكويتية فحسب، وانما على المستوى الشعبي العام.. فالكويتي اصبح قلقا من تلك الحوادث التي ادت في بعضها الى ازهاق ارواح ليس لها اي ذنب. الهاجس الامني في الكويت يشكل قمة الاولويات لدى القيادة الكويتية، بعد ان تكررت تلك العمليات الارهابية التي لم يعرف بعد او لم يكشف بعد عن من يكون وراءها. والشارع الكويتي يضغط بقوة على القيادة كي تضع حدا لهذا الارهاب، واصبح حديث الديوانيات الاساسي هو “الامن” الذي فقد منذ الغزو العراقي للكويت في اغسطس 1990. وليس هناك ادنى شك في ان القيادة الكويتية يقلقها هذا الخوف للأوضاع الامنية في البلاد.. وهي ترجع ذلك الى ان الارهاب شيء من الصعب السيطرة عليه بشكل كامل خاصة في بلد خرج للتو من حرب تحرير. الصحافة الكويتية كانت تشكل عامل ضغط عام على الحكومة الكويتية لتكثيف الاجراءات الامنية بل ان إحدى الصحف وهي “الانباء” طالبت بمحاسبة وزير الداخلية واعتبرته مقصرا في الاجراءات التي تتخذها وزارته في القضاء على الخروقات الامنية. احد المسؤولين قال لي: هل تعتقدون ان الاجراءات التي تتخذها الحكومة مهما تكن من قوة يمكن ان توقف العمليات الارهابية.. اننا في الكويت قد خرجنا من مصيبة الغزو لنواجه عملية تطهير ستكون طويلة لعناصر من الطابور الخامس نعتقد بجزم انهم وراء هذه الاعمال. اننا نحتاج الى وقت ليس بقصير حتى تستطيع الدولة السيطرة على الناحية الامنية بشكل كامل.. اضف الى ان المواطنين لايزال في حوزتهم اسلحة كثيرة من مخلفات الغزو.. ان كل ذلك يؤثر على النواحي الامنية في البلاد.. اننا نتوقع اعمالا اخرى ارهابية ولكن ليس لنا غير ان نتعاون جميعا للحد من هذه الاعمال.. وليس اسهل على المرء ان ينتقد، غير ان ذلك سوف لن يكون اكثر من اثارة نوع من عدم الاستقرار وعدم الثقة في الوضع الامني برمته. كنت اتصور شعور المواطن الكويتي وهو يسمع عن الحوادث الارهابية التي تحدث هنا وهناك بين يوم وآخر، واشعر بالقلق الذي ينتابه، وكنت اتابع ما تنشره الصحافة الكويتية عن تلك الحوادث وآراء كتاب الاعمدة التي تتميز بها الصحف الكويتية، وفي نفس الوقت كنت اتابع ردود الفعل من الجهات الامنية المسؤولة وهي تحاول ان تطمئن المواطنين على استتباب الامن وترد ايضا على تلك المقالات التي تكيل الاتهامات الى المسؤولين عن الجهاز الامني وعن التقصير في الاجراءات. عندما استقبلنا سمو ولي العهد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح كان الهاجس الامني احد اهم النقاط التي اثارها معنا، الامر الذي يعبر عن مدى قلق القيادة في الكويت لذلك ومدى اهتمامها بسرعة احتواء تلك الاحداث وبشكل حاسم. قال سمو الشيخ سعد: اصدقكم القول وانتم اخوة واهل لنا.. ان هذه الحوادث لم تكن مفاجئة لنا.. كنا نتوقعها.. بل ولانزال نتوقع المزيد منها.. اننا خرجنا من حرب تحرير الكويت وعدنا الى الوطن بعد احتلال بغيض زرع الشر والعدوان.. ولابد ان يكون ولايزال هنا وهناك بعض من عناصر الطابور الخامس الذي يسعى الى زعزعة الامن والاستقرار في البلد. وأكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، ان مؤامرات النظام العراقي على الكويت ودول المنطقة مستمرة ولن تنتهي، مما يتطلب المزيد من الانتباه وتعميق التعاون والتفاهم بين دول المنطقة في كافة الميادين السياسية والاعلامية والعسكرية والامنية والاقتصادية لمواجهة تلك المؤامرات. وقال سموه خلال استقباله لعدد من رؤساء تحرير الصحف البحرينية والسعودية في معرض تعقيبه على المقال الذي كتبه برزان التكريتي قبل ايام، ان هذا المقال عبارة عن بالون اختبار لرصد ردود الفعل على ما جاء فيه من افكار على مستوى دول المنطقة والمستوى الدولي. واعرب سموه عن اعتقاده بان هذا المقال صيغ بعناية وبأسلوب “اكاديمي” مدروس وهو لم ينشر ليقرأ ويرمى وانما ليحلل ويتم البحث عن ابعاده ومراميه. وتساءل سموه لماذا نشر المقال باسم برزان ولماذا طرح تلك الافكار في هذا المقال الذي لا شك انه نشر بموافقة صدام حسين وبعد اطلاعه عليه. وكل ذلك يشير الى ان المقال لم يأت من فراغ وان هناك اهدافا محددة له. ومن هنا يجب علينا دراسة هذا المقال بعناية وتحليله ومعرفة مراميه واهدافه خاصة وان فيه الكثير من الاشارات التي تدعونا لليقظة والحذر باستمرار حتى لا نؤخذ على غفلة. وردا على سؤال حول ما اذا كان العراق مازال يشكل تهديدا للكويت ودول المنطقة بعد ان هزم في معركة تحرير الكويت قال سموه: في اعتقادي اننا كسبنا المعركة ولكننا لم نكسب الحرب، وهناك فرق بين ان تكسب معركة او ان تكسب الحرب. واضاف سموه: ومن اجل ان تقول انك كسبت الحرب هناك مؤشرات منها ان ينهزم العدو وان تدمر جميع اسلحته الفعالة وان تفرض شروطك عليه.. لقد كسبنا المعركة لكن عدونا مازال عنده اسلحة مخبأة في جنوب وشمال العراق.. وهناك تقارير تتعلق بصناعة صواريخ سكود مثلا كما سمعنا مازالت داخل وزارة الزراعة.. فهل يمكن ان ننام على وسائد من حرير تجاه ذلك. واستطرد سموه قائلا: يقول صدام ان عنده الان اولويات وهي ان يعيد بناء ما دمرته الحرب في منشآته العسكرية الهامة، ولكن لا يصعب على صدام او اي شخص لديه المال ان يجد من يبيعه الاسلحة والمعدات الحربية من اي مكان. وقال سموه ردا على سؤال حول اسباب ونتائج زيارته الاخيرة للمملكة العربية السعودية فالزيارة كانت ناجحة ومثمرة، واضاف سموه: نحن في الكويت نؤمن يجدوى وفائدة الزيارات بين مسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة مع اشقائنا في السعودية، فالزيارة انطلقت من هذا الايمان ومن هذا المبدأ، ولقائي مع خادم الحرمين الشريفين كان ايجابيا ومثمرا وصريحا، وقد استعرضنا كل القضايا التي تهم دول مجلس التعاون بصفة عامة والكويت والسعودية بصفة خاصة، ووجدت لدى خادم الحرمين كل الحماس والرغبة الصادقة للتعاون مع الكويت والتعاون مع الاشقاء في دول مجلس التعاون في مختلف الميادين وترجمة ما يدور في اذهان ابناء المنطقة الى عمل ملموس، ويمكنني القول ان زيارتي للمملكة العربية السعودية الشقيقة كانت ايجابية وناجحة ومثمرة للغاية. وأكد سموه ان الوضع الداخلي في الكويت مطمئن وقال انه يسير من حسن الى احسن بفضل تعاون الاشقاء والاصدقاء. واشار سموه الى انه كمسؤول كان يتوقع ان تحدث بعض المشاكل الامنية مثل تلك التفجيرات التي وقعت قبل فترة، لان محاولة زعزعة الامن في البلاد هي احد اهداف النظام العراقي وربما حدثت احداث اخرى مشابهة. واضاف سموه: ولكن اطمئنكم ان اخوتكم في الكويت واعون كل الوعي لذلك، واخوتكم في الجهاز الامني يقومون بواجبهم ويتحملون مسؤولياتهم لمتابعة تلك العناصر المخربة التي لا يعجبها الاستقرار والرخاء الذي وصلت اليه الكويت ولا يرضيها اننا تمكنا من اطفاء الابار بزمن قياسي. واستطرد سموه قائلا: لقد مرت علينا حرب واحتلال استمر حوالي ثمانية اشهر ولابد ان تكون لذلك نتائج، لكنني مؤمن بأن الوقت سيساعدنا على تجاوز كل المشاكل، وقد انتقلنا الان من عملية التعمير الى عملية انعاش الاقتصاد وبدأنا الانتاج بطرق مدروسة واخذت الاوضاع تتحسن تدريجيا. وحول ما إذا كان العراق مسؤولا عما حدث من تفجيرات ام ان هناك جهات اخرى وراءها قال سموه: ان العراق له مصلحة في زعزعة الامن والاستقرار، ان توفرت الادلة على ذلك ام لم تتوفر وسواء كان وراء تلك العمليات بشكل مباشر او غير مباشر فإن اية عملية تسبب القلق للمواطنين سيسجلها لصالحه. وأكد سموه ان انتخابات مجلس الامة ستجرى في موعدها الذي اعلنه صاحب السمو أمير البلاد. وان ابناء الكويت يظلون اسرة واحدة شعارها التآزر والتفاهم والعمل جميعا من اجل بناء بلدنا في كل المجالات وفي كل الميادين. واعرب سموه عن قناعته بان اي تيار يصل الى مجلس الامة سيعمل في النهاية لخدمة الكويت لأنني مؤمن بان كل كويتي قلبه على الكويت، ومهما اختلفت الآراء ودارت نقاشات يبقى حرصنا جميعا مستمرا على المحافظة على كيان وامن الكويت. وجدد سموه تأكيده بان الكثير من الفلسطينيين الشرفاء مازالوا يعيشون ويعملون في البلاد بشكل اعتيادي وان ما يشاع من افتراءات توردها بعض وسائل الاعلام هي مجرد دسائس غرضها الاساءة للكويت، وقال سموه: اننا لا نعاقب احدا بسبب جنسيته وان المخلصين الشرفاء لهم كل تقديرنا أيا كانت جنسيتهم، وان ما يقال غير ذلك مجرد قلب للحقائق التي لابد ان يعرفها الجميع. .