إذا كان الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني يعني ما يقول، فان ذلك يمثل خطوة ايجابية جديدة في سلسلة المؤشرات التي توالت في الآونة الاخيرة بقرب كسر الجمود في جهود السلام بين العراق وايران.. وهي خطوة علينا جميعاً تأييدها واستثمارها ليس من جانب إيران والعراق فحسب بل من كافة الاطراف المعنية بمسألة السلام في المنطقة. فإعلان الرئيس رفسنجاني انه على استعداد بلقاء قمة مع الرئيس العراقي صدام حسين بعد التحضير الجيد لهذه القمة على مستوى الخبراء، انما يحمل على التفاؤل بان المصالحة لم تعد بعيدة وان السلام النهائي صار في متناول اليد. لقد طرح العراق اكثر من مبادرة للسلام مع ايران، الا ان هذه المبادرات كانت تقابل بالرفض من قبل القيادة الايرانية حتى بات الاعتقاد ان السلام بين البلدين الجارين اصبح مستحيلاً ولقد تنفس العالم الصعداء يوم توقفت الحرب الا ان غيومها كانت لا تزال متلبدة بغيوم الحرب بين لحظة وأخرى. لقد عبر اكثر من مسئول عربي عن ارتياحه لتوصل العراق وايران في النهاية – وبعد معاناة صعبة ومريرة – إلى الحقيقة التي مفادها ان الآخرين لن يحلوا النزاع بينهما، وان المشكلات يتم حلها مباشرة على مائدة المفاوضات. وإذا كنا اشدنا مراراً باستجابة العراق الدائمة لنداءات ومساعي السلام وطرحه لمبادراته السلمية، فاننا لابد وان نقدر اليوم الاستجابة الايرانية الايجابية التي تعكس ادراكاً للواقع المتغير الذي يحيط بمنطقتنا في هذه الحقبة التي يعيشها العالم الآن. فرغم كل الخلافات والتناقضات الهامشية يظل العدو الحقيقي لنا جميعاً كأمة عربية واسلامية هو العدو الصهيوني.. وقد آن الأوان لكي تتوحد كل الجهود لمواجهته بقوانا الموحدة.