ليس هذا ما تريده البحرين. لكنها أجبرت على اتخاذ هذا الموقف من قمة الدوحة بما يخالف رغباتها وتطلعاتها وأمانى وآمال قيادتها وشعبها. ولم يكن أمام البحرين من خيار آخر غير الامتناع عن حضور قمة مجلس التعاون. وهو خيار صعب على البحرين اتخاذه وهي التي نذرت نفسها حتى قبل قيام هذا الكيان الخليجي لكل عمل مشترك بين الاخوة والأشقاء في الخليج. ‏ولا نعتقد أنه بخاف على أحد المسببات والظروف التي حدت بالبحرين الى اتخاذ موقفها هذا بالامتناع عن المشاركة في قمة مجلس التعاون فى الدوحة وهى مسببات وظروف وجيهة وأقوى من محاولات طمسها أو التشكيك فيها. فالبحرين رسميا وشعبيا أعلنت موقفها بكل صراحة ووضوح ومدت يدها للاخوة في قطر لعل وعسى أن يسعى الاخوة فى الدوحة لحفظ صلات الود والقرابة فيما بين القيادتين والشعبين الشقيقين، إلا أنها في كل مرة كانت توصد الابواب أمام مبادرات البحرين الخيرة وتضع العراقيل فى وجه المساعى الخليجية الخيرة. ‏إن البحرين كانت تطمح في تفعيل قرارات وأنظمة مجلس التعاون.. فميثاق وأنظمة مجلس التعاون واضحة وصريحة وكل ما دعت إليه البحرين هو العودة الى روح هذا الميثاق وأصول التقاليد والأعراف التى جبلت عليها هذه المنطقة. ولا نعتقد أن المجلس ليس بقادر على تفعيل آلياتة وقراراته ووضعها موضع التنفيذ. فالاخلال بالميثاق والأنظمة من شأنه أن يضعضع الثقة في هذا الكيان الخليجى المشترك وهو ما لا تريده البحرين وما لا تسعى إليه. ‏لقد دعت البحرين الى اعتماد آلية خليجية لحل خلافها مع قطر، فيما رمت الدوحة بكل ثقلها وراء الحل الغريب عن المنطقة.. الحل الذي يقطع صلات الاخوة والود. وقطعت كل الخيوط نحو العودة بالخلاف الى اطاره الطبيعى، فما هي أوجه الحرص الذي تدعيه قطر فى الحفاظ على البيت الخليجي. وهي التى استهوت التغريد خارج السرب الخليجي. بل والسربد العربى!! ‏إن الخلاف البحرينى القطري خلاف رئيسي فيما بين دولتين عضوين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهو ليس بالخلاف الهامشي حتى يترك للأهواء 0 ‏الغريبة تتقاذفه. لذا فإن مهمة أساسية ورئيسية يجب أن يأخذها المجلس على عاتقه في دعم الحل الاخوى لهذا الخلاف.. ودول مجلس التعاون أدرى وأعلم بحثييات الخلاف البحرينى القطري وخصوصيات أوضاع المنطقة. ان تنقية الأجواء فيما بين دول مجلس التعاون الخليجي شرط أساسى لكى يستمر ويبقى هذا الجسم الخليجى سليما ومعافى. أما ترك الامور هكذا تتصاعد فائها لن تجر علينا سوى الويلا‏ت ومن شانها أن تؤزم وتعقد الوضع ووتهيئته للانفجار خاصة مع المحاولات التى تبذلها الأيدي الغريبة للتدخل باستمرار في الشأن الخليجي. ‏اثئا نعتقد أن الإئجاز الذي سيدعم هذا الصرح الخليجي يتمثل في تفعيل نظم المجلس ومواثيقه وتطبيقها على أية مسائل خلافية فيما بين دوله. حيث ان الحلول التى تنبع من صميم المجلس ستعبر عن إرادة هذا المجلس على البقاء والاستمرار بوتيرة متصاعدة نحو الأفصل. ‏بكل الأبعاد والمقاييس الجغرافية والتاريخية والإنسانية فإن البحرين وقطر تكملان بعضهما البعض ومثلها سائر دول مجلس التعاون. فنحن لن نستطيع أن نخرج من جلودئا ولا بد أن نتساءل لم إهدار كل هذه الموارد؟ ولم الدخول في كل هذه المتاهات المظلمة وطريق النور والامل أمامنا مفتوح؟ ألم يحن الوقت لنتحدث بكل صراحة عن همومنا وتطلعاتنا المشتركة من أجل خير ورفاهية شعوبنا. ‏الهواجس المخيفة تتنازع أبناء هذد المنطقة حول حالة الاستسلام والتراخى التى انتابت فذا الكيان الخليجي المشترك وهو عاجز عن حل خلاف ثنائى بين دولتين من دوله، فلا تجعلوا هذه الهواجس تتحول الى ثوابت!