من هو “الاستاذ” .. وكيف تعمل “دار الحكمة” في لندن؟ لماذا خلغ “الشيخ حمزة” رداءه وتحول إلى جنتلمان؟ اربعة بحرينيين على الرحلة BA217 .. ماذا فعلوا في واشنطن؟ كتب رئيس التحرير نبيل الحمر ‏حصلت الأيام على عدد من الوثائق والرسائل والتقارير الخاصة بما يسمى تنظيم حزب الله .. وبعض هذه التقارير ارسلت من جهات امنية خليجية وبعض منها قام اصحابها او المعنيون بها بتسليمها بصورة ذاتية الى الاجهزة الامنية بعد ان انكشفت لهم مخاطر الانجراف والتورط في العمل مع هذا التنظيم. ‏وتبين هذه الوثائق والتقارير المسجلة بعضها على اشرطة كاسيت اهداف وافكار هذه المجموعات وطرائق عملها سواء في منطقة الخليج او في الخارج. ‏من هو “الاستاذ” ومن هم الاثنى عشر بحرينيا الذين اجتمعوا في احد المباني في وسط لندن وماذا داربينهم؟ ‏كيف خلع “الشيخ حمزة” رداءه في مقر التنظيم شارع (CHALTON STREET) وتحول الى جنتلمان؟ ‏اسرار “دار الحكمة” في لندن بطوابقه المتعددة وشبكات الكمبيوتر الواسعة.. كيف تأسس ومن يعوله؟ .. ‏ستة اشخاص وصلوا على الطائرة رحلة رقم BA217 ‏بينهم اربعة بحرينيين وائنين من دول خليجية اخرى الى واشنطن وبعد فترة وجيزة تمكنوا من شراء شقتين وفلة واحدة وبعد شهر بدأوا نشاطهم التنظيمي. ‏هذه بعض الحقائق والوثائق تضعها الأيام بين يدي االقارى، وليرى البعض ابعد من مدى البصر، فما حدث في البحرين ليس شغبا وتخريبا انما المسألة ابعد من ذلك بكثير، انها مؤامرة تشترك فيها دولة كبيرة تسخر لها كل الامكانيات السياسية والاعلامية والعسكرية والمالية. ‏والى الذين لا يزالون في الموقع المتردد والمتشكك فيما اعلن واذيع، نقول ان هذد المسألة لم تكن بحجم عمل تنظيمي محدود او فردي، وما اعلن عن التورط الايراني لم يكن عملا حماسيا مجردا.. لقد كانت هناك ادلمة وبراهين. التفاصيل صفحة 5 صفحة 5 الى الذين لا يزالون في صمتهم ويسكبون الدموع الوطنية ليست عملاً سريا بل موقف معلن وتمسك بالثوابت لا تعميم ولا شمولية في الاتهام رسمياً وشعبياً الهيمنة عميقة في جذور الفكر الإيراني نعم .. لولا الوحدة الوطنية التي تحلى بها هذا الشعب لما كان لهذه المؤامرة ان تنكشف .. وتسقط .. أقول نعم .. وهذه بديهية لا يمكن النقاش فيها اوالالتفاف حولها ووضع المسوغات بشأنها، انها مسألة لايمكن باي حال من الاحوال التحدث عنها وكأنها شيئ غريب وعجيب على هذا الشعب في هذا الوطن.. أقول هذا، بالرغم من تلك الأصوات المتعددة والمتباكية على الوحدة الوطنية.. تلك الأصوات التي تعلو هذه الأيام منذرة بالخطر من ضياع الوحدة الوطنية.. وكأن المسألة المراد بها تعمداً .. الالتفاف حوا المسألة الأساسية فيما تعرض له هذا الوطن قلنا وكررنا وأعلنا بأنها “قليلة ضالة”، ارادت السوء والاضرار بهذا الوطن وشعبه،فلم يكن الخطابالرسمي او الشعبي في اى وقت من الاوقات موجها بالتعميم والشمولية في الاتهام حين الحديث عن هذه الفئة الضالة. ‏أي وحدة وطنية يتم الحديث عنها اليوم ليست ذات معنى اذا كان الوطن كله يتعرض للأذى والشر من فئة ضالة ويبقى هناك من لا يزال في صمتهم.. أي وحدة وطنية يتحدث عنها هؤلاء في الوقت الذي نرى التآمر واضحا جليا على كيان الوطن ويبقى هناك ما يبرر او يصمت ويترك هذه القضية دون ادانة واستنكار، في الحد الادنى من مسألة اعلان المواقف والحد الادنى للدفاع عن كيان هذا الوطن. ‏ان هذه المسألة قبل أن تكون اعلان الحزن وسكب الدموع على هذه الوحدة الوطنيةالتي هي باقية بقوة الارادة الشعبية، والايمان بهذا الوطن وشرعية الحكم فيه.. اقول قبل هذا وذاك لابد من التمسك بآلثوابت والاسس التي تقوم عليها هذه الوطنية، والذي لا يتمسك بهذه الثوابت ولا يقف عند هذه ‏الاسس، هو اول من حاول وبرر ضرب الوحدة الوطنية. الوطنية موقف معلن، وتمسك بالثوابت بشكل معلن وليس بالخفاء والخوف والتداري عن النطق والاعلان عن الموقف الداعم لحركة ومنطوق الوحدة الوطنية. واذا كان هناك من اختبار لهذه المسألة لتحديد من مع الوطن ومن ضد الوطن، فإن المسألة البديهية في هذا الشأن هى اعلان الموقف بوضوح ودون مواربة عن الجهة التي يقف الانسان فيها بضمير حي ‏وايمان لا يزعزعه خوف او ندم. ‏وقلنا وكررنا في السابق، ونقول ونكرر في الحاضر والمستقبل.. انه ليس من العدل، بل ليس مسموح ولا مستساغ ان تطلق الاتهامات على الكل لكون الجزء ارتكب خطأ.. ولكن ايضا ليس من العدل وليس مسموح ولا مستساغ أن نبرىء ونبرر لمن ارتكب هذا الخطأ فعلته. ‏ان الانتساب الى طائفة ما لا يبرو ظلم الطوائف الاخرى او اتهام الطوائف الاخرى.. فالوحدة الوطنية هى تلاقي وتمازج كل الطوائف والفئات، والطائفة لا تقوم ولا تحل في مقام الوطن.. ومن هنا تبدأ الوطنية والتي اساسها حماية الوطن عندما يتعرض للاذى والوقوف معه في وجه من فعل ذلك.. وسواء كان هذا الأذي من الخارج او من الداخل.. اذ انه ليس من المسموح به او السكوت عليه مسألة ايذاء الوطن وتعريض أمنه واستقراره للاهتزاز.. فما البال والمسألة تتعلق بالتآمر على كيان هذا الوطن بدعم ‏ومساندة من الاجنبي. ‏الوحدة الوطنية وآلحديث عنها، مسألة جوهرية في حياة اي شعب، ولا يمكن لأي شعب ان يستطيع انجاز مسيرته التنموية والحضارية، دون الوحدة الوطنية. وسواء كان هذا الشعب متعدد الطوائف والفئات أم انه احادي الطائفة او الفئة.. انها قضية جوهرية في مسيرة اي شعب اذا اراد ان ينجز ويبدع، وتكون له المكانة اللائقة بين الامم والشعوب ألمتحضرة. ‏والبحرين ولولا هذا التمازج بين الطوائف والفئات والاعراق.. وتلاقي كل ذلك في مسألة واحدة هو حب هذا الوطن والعمل على اعلاء شانه لما استطاعت ان تصل الى ما وصلت اليه، ولما اصبح شانها بين الدول هذا ‏الشأن الذي هى عليه. ‏لقد اصبح هذا الموضوع اكثر اهمية اليوم من قبل،. انني اسمع ويسمع كل مواطن في هذه البلاد من هم يتباكون على الوحدة الوطنية، ومن بين هذه الاصوات تلك التي تنذر وتستغيث خوفا على هذه الوحدة الوطنية.. الخوف ‏عليها من ماذا؟ .. وأي وحدة وطنية تتحدثون عنها؟.. ‏الوحدة الوطنية موقف معلن.. وليس لأي شخص الحق في الحديث عن الوحدة الوطنية اذا لم يعمل منذ البدء على حمايتها.. وليس له الحق ان لم يكن اعلن وبوضوح شجبه وادانته للمؤامرة ‏التي استهدفت البحرين وشعب البحرين بكل طوائفه وفئاته.. والا فان الحديث عن هذه الوحدة الوطنية اليوم ما هو الا مسألة ذات معاني لا يخفي على احد.. وهو الالتفافا حول مسألة الادانة والشجب واعطاء ‏المبررات الواهية لما حدث.. ‏قول الحق.. او الصمت.. فالوطن والوطنية موقف ولاء وليس مقبول ‏اقل من ذلك.. ‏ان الذين لا يزالون في الموقع المتردد والمتشكك في ما أعلن واذيع.. نقول، ان هذه المسالة لم تكن بحجم عمل تنظيمي محدود او فردي.. ان المسألة أبعد من ذلك بكثير.. أنها مؤامرة بالفعل تشترك فيها دولة كبيرة تسخر كل امكانياتها السياسية والاعلامية والعسكرية والمالية لدعم هذا العمل التآمري. ‏ان ما نشر عن التورط الايراني في ‏محاولة قلب نظام الحكم بالقوة هو مخيف ومزعج .. وما اعلن لم يكن بيان حماسي مجرد.. لقد كانت هناك أدلة وبراهين… ولقد كانت هناك اعترافات مسجلة أمام قاضي التحقيق بث بعض منها عبر الاذاعة والتليفزيون.. وقد شاهدها الجميع ليس في البحرين فحسب وانما في كل العالم عبر شبكات التلفزيون ووكالات الأنباء التي تناقلتها بشكل تفصيلي. ان ‏ما وقع تحت يد الصحافة من معلومات بعضها نشر وبعضها لم ينشر ‏كان اكد فضاعة واكثر فزعا من هذا التنظيم الارهابي المفزع الذي لم يكن موجها للبحرين فحسب بل الى كل دول الخليج الاخرى بل الى كل الدول العربية والاسلامية. ان بدء خيومد المؤامرة والتخطيط لها في ايران هى مسالة لم تكن مجرد اتهام دون ادلة اوبراهين.. فبالاضافة الى كل تلك الاعترافات التي ادلى بها المتورطون في المؤامرة حول التورط الايراني سواء بالقيادات السياسية والدينية في طهران وقم او من خلال من أرسلتهم ايران في مهمات دبلوماسية الي الدول الخليجية والعربية والاسلامية.. مستغلتين الحصانة الدبلوماسية التي يتمتعون بها لزعزة أمن واستقرار هذه الدول والتدخل في شئونها الداخلية. ‏وما يعنينانا هنا وفى هذا الشأن مسالة المحاولات المتكررة لزعزعة الامن والاستقرار في البلاد وضرب الوحدة الوطنية وخلق تيار جارف يشق به هذه الوحدة عبرتحريك المسائل الطائفية بين البحرينيين، بالرغم من رسائل التطمين الرسمية التي تصل الى القيادة السياسية فى البحرين من القيادة السياسية الايرانية.. والتي تؤكد على ابداء حسن النية.. وما كانت هذه الرسائل إلا لمجرد التمويه.. ‏ان هذه المحاولات ليست وليدة الساعة.. وليست كما كان يعتقد بأنها تزامنت مع الأحداث الأخيرة التي مرت بها البحرين.. أنها مسألة عميقة الجذور في الفكر الايراني الذي يعتقد بتفوقه وتميزه بالشكل المتعالى والذي وكان ولايزال يرى دول الخليج العربية ما هى الا ولايات يجب ان تكون تحت سيطرته ونفوذه. ‏وسواء كان ذلك في عهد الشاه او والده، او في عهد الثورة التي اسمت نفسها بالاسلامية.. فان مسألة الهيمنة على دول الخليج، واخضاع دول الخليج للنفوذ الايراني كانت تدخل في استراتيجية العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري لهذه القيادات الايرانية المتعاقبة وكان لابد من استغلال كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق هذه الاستراتيجية سواء باستخدام العوامل السياسية المتاحة او بواسطة السيطرة على الاقتصار المحلي عبر المنتجات الغذائية والسلع التي كانت تقدم الى الاسواق الخليجية بصيتغة اغراق الاسواق بهذه السلع المدعومة من حيث الاسعار.. او عبر استغلال المؤسسات الدينية الايرانية لما تتمتع به هذه المؤسسة من نفوذ وسيطرة على الاماكن المقدسة في ايران لدى اتباع المذهب الشيعي. لقد وضع النظام الايراني كل الامكاثيات لدعم وتنشيط تنظيمات سياسية سرية تعمل فى الدول الخليجية والعربية والاسلامية تنفيذا لمبدأ تصدير الثورة والذي يعنى بشكل اصح بسط النفوذ والهيمنة على هذه الدول.. ولقد كانت مسألة استغلال الحوزة الدينية فى قم لهذا الهدف من اولويات العمل السري الذي اعطيت له كل الامكانيات. ولقد بدأت هذه العملية بشحن الطلاب المتواجدين فى قم لتلقى العلوم الفقهية بايديولوجية التحزب الطائفى والحقد ضد الدولة والنظام في البحرين. ‏وكانت عمليات التجنيد والتأهيل بما سمي بحزب الله تتوسع وتتشعب عبر المتعاونين مع النظام الايراني.. وتم على ضوء ذلك تأسيس لجان وفروع في الدول الخليجية والدول العربية والاسلامية وتم تأسيس مكاتب الارتباط في لندن وباريس وواشنطن. ‏لقد كان النظام الايراني دائما ينفى عن نفسه هذا التورط وهذا التوجه الذي تكشفه الدلائل والقرأئن والوثائق اضافة الى اعترافات مسجلة عن دعم النظام الايراني لكل المنظمات والحركات والتي تصب في النهاية لدعم ما يسمى بحزب الله الذي تم تشكيل فروع له في كل الدول الاسلامية.. ‏وقبل عدة ايام اعلن عن مخطط كبير لدعم تنظيمات “حزب الله” باعتباره طليعة الثورة في العالم الاسلامي، وفي خطاب القاه علي خامئني مرشد الثورة في ايران قال “ان حزب آلله ينبغي ان يصل الى كل القارات وكل البلدان” وقد امر خامئني أئمة المساجد في ايران الدعوة وبذل الجهود لجذب الجماهير الى الحزب. ‏وتذكر المعلومات المتوفرة ان حزب الله قد نجح في تأسيس تسعة فروع نشطة في تسع بلدان اضافة الى ايران وهذه البلدان هى: اذربيجان وافغانستان وباكستان والبحرين والكويت والعراق وتركيا وكردستان ولبنان. كما ان هناك مجموعات ومنظمات اخرى من حزب الله تعمل تحت اسماء مختلفة وتنشط في بلدان اخرى مثل الاردن وفلسطين ومصر والجزائر وتونس والمغرب والسنغال ودول افريقية اخرى، كما يوجد لحزب الله جماعات ضغط موالية في كل من المانيا وفرنسا والسويد وبريطانيا وايطاليا وكندا والولايات المتحدة الامريكية، وقد دأب الحزب على عقد مؤتمر سنوي للحركيين من مختلف انحاء العالم في دالاس بولاية تكساس.. وحزب الله نشا في ايران في ظروف العمل السري وخرج الى العلن بعد استيلاء الملالي على السلطة 1979. ‏ويأتي الدعم المالي لفروع حزب الله في الخارج من مصادر مختلفة بينها المؤسسات الثورية كالحرس الثوري ووزارة الارشاد الاسلامي علاوة على التبرعات من صندوق الامام الذي يسيطر عليه مرشد الثورة في ايران. كما وهناك التبرعات الاخرى التي تصل من عدد من التجار والمتنفذين وذوي المصالح الخاصة في العالم القربي والاسلامي لهذا الحزب. ‏ومن دون ادنى شك فان تنظيم ما يسمى بحزب الله- البحرين يتلقى معونات ودعم من القيادة الرئيسية من حيث ان فرع حزب الله- البحرين يعتبر من الناحية التنظيمية اهم الفروع النشطة بعد فرع لبنان.. ولقد وضعت تحت تصرف حزب الله- البحرين امكانيات مالية وادارية وسياسية واعلامية كبيرة لم توضع لأي فرع من قبل. ‏ولقد حصلت الأيام على عدد من الوثائق والاوراق والرسائل والتقارير الخاصة بالتنظيم.. بعض من هذه التقارير ارسلت الى جهات امنية خليجية وبعض منها قام اصحابها او المعنيون بها بتسليمها بصورة ذاتية الى الاجهزة الامنية في الدول الخليجية بعد ان تكشفت لهم مخاطر الانجراف والتورط في العمل مع هذا التنظيم الذي يستهدف استغلالهم بغرض زعزعة الامن والاستقرار في البحرين وفي دول ‏الخليج العربية.. هذه وتيقة مكونة من شريط كاسيت وتقرير وصفي لاجتماع على ما يبدو عقد في احدى الدول الخليجية نقتبس منه بتصرف هذا الجزء الهام. ‏”كل ما تستطيع فعله في عملية اضعاف العدو.. يجب ان يستثمر في شأن تحين الفرصة للانقضاض وأخذ زمام المبادرة.. وكل شيء في هذا الشأن مشروع.. علينا فقط الحذر من انكشاف أمر شبابنا وكوادرنا الذين هم سندنا في الثورة.. ان الرقابة شديدة، وهناك تعاون أمني بين الدول الست “يقصد دول مجلس التعاون”وعليه فلا بد لكم من الحيطة القصوى وعدم الانجراف وراء العاطفة القصوى في التأييد واظهار المناصر.. فهذا الامر سيؤدي الى كشفنا وخسارتنا لشبابنا ولكوادرنا المدربة” هذه الكلمات مقتبسة من شريط تسجيل كان قد وصل الى أحد ‏الاجهزة الامنية في دولة خليجية.. المتحدث فيه أحد القيادات الخاصة بحزب الله في تلك الدولة الخليجية يتحدث فيها الى مجموعة من العناصر الشابة التي تم تجنيدها واستعداد. لارسالهم الى ايران أو الى لبنان لاعدادهم وتأهيلهم في العمل العسكري.. ‏في مكان آخر.. بعيد. عن الخليج شريط آخر لكلمة امام مجموعة ذكر انها حوالي اثنى عشر شابأ من البحرين.. كانوا مجتمعين في احدى المباني الخاصة بالتنظيم نقتبس بتصرف هذا الجزء من التقرير المرافق للشريط: ‏”لقد اعد المجلس لتجمعنا في احد المبانى في وسط لندن، وهو عبارة عن قاعة متوسطة الحجم.. كنا ائنى عشر بحرانيا.. جئنا الى لندن متفرقين نوع من اجراءات الاحتياطات الامنية التمويهية.. بعضنا جاء مباشرة من البحرين والبعض الآخر من بيروت وآخرون من الكويت وبعض منا من دبي والقاهرة.. ‏كنا مجموعة تم تجنيدنا في البحرين بمعرفة الاستاذ (……) الذي اصبح بعد ذلك هو حلقة الوصل بين القيادة والمجموعة.. اذ كنا نتلقى التعليمات عن طريقه.. ولقد كان لعدد من هذه المجموعة فرصة السفر الى ايران ضمن هذا البرنامج المنظم.. اما انا فانني لأول مرة اسافر في هذه المهمة.. حين تلقيت تعليمات بالسفر الى الكويت حيث بقيت لمدة خمسة ايام، بحجة البحث عن عمل ومن هناك سافرت الى لندن حيث كان الاستاذ (…..) ومعه شخص آخر لا اعرفه علمنا فيما بعد انه مسئول في المكتب السياسي للتنظيم والذي مقره لندن. ‏بعد يومين من وصولي الى لندن تمت دعوتنا الى اجتماع في مقر التنظيم في شارع (CHARLTON STREET) ‏.. كان واضحا ان هذا الاجتماع سيكون للتعارف بين المجموعة كلها وبين القيادات السياسية في التنظيم. ‏عند دخولي القاعة او “المجلس” كما كانوا يسمونه كان الاستاذ في استقبالي وقام بعملية تعريفي ببقية المجموعة والذين كانت لي بالطبع معرفة مسبقة من البحرين بهم.. لقد كان عدد من هذه المجموعة من طلاب علم الفقه الاسلامي والذين كانوا قد سبق لهم السفر الى ايران للدراسة.. ‏وبعد دقائق، دخل علينا رجل انيق المظهر حليق وكان يحمل معه شنطة اوراق صغيرة، أخذ يبتسم في وجوه الجالسين. وهم ينظرون اليه بنوع من الاستغراب او التعجب.. كان ظاهرا على معظم الذين كانوا في ذلك المجلس انهم يعرفون هذا الشخص الذي دخل عليهم، ولكن شيئا ما يثير فيه الاستغراب والتعجب.. نعم الجميع يعرفونه من منا لا يعرف “الشيخ حمزة” وهو كما يعلم الجميع رجل دين.. له مكانة كان قد تلقى علومه الفقهية في النجف ثم في مدينة قم الايرانية قبل ان يعود الى البحرين ثم يغادرها الى ايران مرة اخرى.. ما الذي أتى به الى هنا.. وما الذي فعل به هكذا،.. اين العباءة السوداء والعمة التي كنا نراه دائما بها..؟ انه بالفعل أمر مستغرب.. كيف تغير به الحال.. ‏قطع الشيخ حمزة علامات الاستفهام والتعجب التي كانت قد ارتسمت على وجوه الجميع بالقول.. “السلام عليكم.. اني ارى في عيونكم الاستغراب من مظهري.. ولا الومكم: فقد تعودتم على رؤيتي بمظهر آخر.. لقد تعمدت وقصدت ان اجيئكم بهذا المظهر، كي احثكم على الظهور بالمظهر الذي يحقق لنا الهدف.. هدفنا وهدفكم ان شاء آلله جميعا هو تحقيق الثورة والفوز بها والنصر ان شاء الله من عند الله.. الحاضرون “الله اكبر.. الله اكبر” .. علينا جميعا ا ن نظهر بالمظهر الذي يحقق لنا هذا النصر.. وان تنحدث بالحديث الذي يحقق لنا هذا النصر.. ولتبق افكارنا واهدافنا في دواخلنا.. لا نصرح بها الا لمن نثق بهم ونعتمد عليهم.. اي بمعنى اصح يجب ان لا نعطى اعداءنا الفرصة ان يسجلوا علينا النقاط لضربنا او ينكشف امرنا وتخسرالثورة كوادرها كما حدث في كثير من البلدان.. ‏الحذر.. الحذر.. الحذر.. هذا هو الدرس الاول والذي يجب ان يكون اهم دروس من ينضم معنا في العمل.. والطريق طويل وشاق.. وسوف نصل الى ما نريد.. وأحب ان اطمئنكم الى اننا لدينا الدعم الاعلامي والسياسي والعسكري.. عليكم الحذر.. الحذر.. والاخلاص.. افعلوا ما فعلت فهذا المظهر هو أحد اساليب الحذر.. فلا تستغربوا من ذلك.. فالهدف هو الاساس.. وكل ما نفعل كوسيلة لتحقيق الهدف هو مشروع وحق، علينا جميعا العمل به والالتزام به. ‏وفي تقرير آخر ينقل المتحدث وصفا لهذا المبنى الذي يقع في احد الاحياء اللندنية.. يقول: ‏انه مبنى متعدد الطوابق واطلق عليه اسم “دار الحكمة” هذا المبنى قسم تقسيما مدروسا بالشكل الذي ينم عن امكانيات ضخمة وخبرة واسعة وراء تأسيس هذا المبنى والذي يعتبر غرفة عمليات في التنظيم التخريبي.. فيه قاعة عمليات شبكة الانترنت واخرى اجهزة ارسال والاستقبال لرسائل الفاكس والتي عبرها يتم تزويد كل الاجهزة الاعلامية في الخليج والوطن العربي واوروبا وامريكا بالمعلومات باللغات العربية والانجليزية والفرنسية. ‏وهناك عدد من القاعات المخصصة كمكاتب للمشتغلين في العمل التنظيمي.. وعدد من ‏القاعات بعضها يستخدم كمركز للتجمع والانتظار وقاعات للمحاضرات كما وهناك قاعة خلفية يتم فيها عقد الاجتماعات السرية ولها مدخل خاص. ‏من هذا المبنى يتم اصدار التعليمات لجماعات التنظيم التخريبي في التحرك لدول اوروبا وامريكا.. وله اتصال مباشر مع القيادات في بيروت وطهران وقم.. ومن هذا المبنى يتم التنسيق بين مكاتب التنظيم والقيادات في الدول الاوروبية والدول العربية وبشكل خاص منطقة الخليج. ‏ويملك هذا المقر امكانيات مالية ضخمة، ولقد كان الدعم المالي والمعنوي الذي تقدمه ايران هو الاساس لمظاهر الامكانيات الضخمة التي يتمتع بها هذا المبنى.. اضافة الى تبرعات سخية ودعم من احد الشخصيات التجارية في دولة خليجية وتبرعات اخرى من عدد من المتعاطفين والمتعاونين مع هذا التنظيم بعضها خليجية وبعضها عربية!! ‏كانت الخطة يتم التنسيق فيها بين مجموعة قيادية ايرانية وعدد من الذين تورطوا في احكام أمن دولة في البحرين خلال الثمانينات، فقد وصل عدد من هؤلاء آلى مدينة قم الايرانية حيث تم استيعابهم واستغلالهم من قبل المؤسسة الدينية الايرانية المرتبطة بجهاز الاستخبارات الايراني وذلك في بداية عملية تنشيط خلايا تنظيمية كانت القيادة الايرانية ترعاها بهدف مد يدها ونفوذها الى دول الخليج العربي. ‏لقد وجد رجال الدين الايرانيين في عدد من الذين وصلوا الى قم بهدف تلقى العلوم الفقهية ارضية خصبة لتلقينهم وشحنهم بالتعاليم الخاصة بتأسيس حزب الله- البحرين.. كان البعض من هؤلاء الطلاب لديه الاستعداد لتقبل تلك الافكار والمبادىء.. وكان البعض الآخر يرفض الانجراف وراء الاهداف والشعارات الزائفة.. ‏كان لابد لهذه القيادات في المؤسسة الدينية الايرانية من ممارسة الضغوط على الاشخاص الذين لم تستطع كل الوسائل الضاغطة من اقناعهم بالانضمام او مناصرة التنظيم التخريبي.. ‏لقد كتب احد الطلاب وقد تعرض لمثل هذه الضغوط كتب الى اهله في البحرين رسالة نقلت عن طريق شخص مسافر.. نستعين بجزء مهم من هذه الرسالة.. يقول هذا الطالب: ‏”انني لست على استعداد لان اواصل تعليمي هنا في قم المقدسة اذا كان الامر يتعلق بان ابيع نفسي ووطني الى الايرانيين.. انني اتعرض الى ضغوط كبيرة يوميا من عدد من ابناء ديرتي ورجال الدين الحكوميين.. من اجل الانضمام والعمل في السياسة والتنظيمات السرية ضد البحرين.. لقد حاولت مرارا اقناعهم بعدم جدوى ذلك، وان هدفي من الدراسة في قم هو اهتمام عائلتي بتحصيلي في العلوم الفقهية في هذه المدينة المقدسة.. وعدا ذلك فانني لست على استعداد للانضمام الى اي حزب او منظمة سياسية.. ويبدو انه لا جدوى من ذلك.. لقد كانت ردودي لا تعجبهم.. انني اتعرض للمضايقات يوميا.. واذا استمرت الاحوال هكذا فانني ارى من الافضل الانتقال الى النجف او ان اقطع دراستي واعود للبحرين”. ‏هذه الرسالة.. اولا تنم على الروح الوطنية لهذا الانسان الذي اراد التحصيل العلمي في المدينة التي يعتقد انها ستفنيه علما وثقافة في الفقه الاسلامي.. الا انه وجد نفسه في وضع يستهدفه ويستهدف وطنه.. فما كان منه الا ان رفض وابى الانجراف في الفكر الظلامي.. والانجراف في العمل التخريبي ضد وطنه.. في الوقت آلدي ت}كد هذه الرسالة تورط القيادة الايرانية في عملية ارهاب ممن لا يسايرونهم في اهدافهم وتنظيماتهم. ‏وهنا ايضا نورد هذه« المقتطفات من تقرير لاحدى وزارات الخارجية فى . دولة خليجية ويعكس هذا التقرير مدى خطورة واتساع هذا التنظيم وكيفية اسلوب العمل التنسيقى والتنظيمي مع المحركات الاخرى سواء فى الوطن العربى او فى مناطق اخرى من العالم. ‏~ في مارس 1995 ‏ارسل سفير دولة خليجية في واشنطن تقريرا الى وزارة خارجيته يقول فيه: ‏،لقد لوحظ وصول عدد من شباب الدول الخليجية الى واشنطن في مهمات ليست دراسية او عملية.. ولوحظ وجود علاقة مع عدد من النشطاء اللبنانيين..،.. وذيل السفير جملته هذه بعلامات استفهام متكررة؟؟ • ‏بعد اسبوعين وصلت الى السفير برقية عاجلة من وزير خارجية دولته، تطلب فيها التحقق من معلومات اخرى وصلت الى الوزارة تقول ان مجموعة من هؤلاء الشباب استطاعوا شراء مجموعة من الشقق والفلل تستخدم كمراكز تجمعات سياسية للعمل ضد عدد من دول الخليج العربية.. • ‏بعد بحث وتقصي يتم ارسال تقرير الى وزارة الخارجية في بلده.. يقول التقرير: ان هؤلاء الشباب وصلوا من لندن ومجموعهم ستة اشخاص على الطائرة. رحلة رقم BA217 بينهم اربعة بحرينيين واثنين من دول خليجية اخرى.. وكان في استقبالهم شخصين احدهم لبناني والثاني بحريني.. وتم استقبالهم في احد الفنادق الصغيرة في منطقة ستارلنغ بفرجينيا القريبة من العاصمة الامريكية واشنطن.. ‏واضاف النقرير: انه تم بعد فترة وجيزة توفير الدعم المادي لهم.. وتم شراء شقتين وفلة واحدة.. واضاف التقرير ان الدعم المالي وحسب مصادر السفارة الخليجية يؤكد انه جاء بتحويلات شخصية من عدد من اللبنانيين الذبن يستوطنون المنطقة ذاتها، وهم نشطاء سياسيون معروفون في العاصمه واشنطن. • ‏بعد اقل من شهر بدأ هؤلاء الخليجيون مع زملاء لهم كانوا قد وصلوا فى وقت سابق بتحركات سياسية نشطة في مدينة واشنطن الامريكية عبر طباعة المنشورات وتوزيعها على الهيئات السياسية واعضاء الكونجرس الامريكي والصحف والمحلات الامريكية وبدأ هؤلاء بتأسيس مقر لتنشيط حركتهم ضد دول الخليج العربية. هذه بعض من الوثائق والتقارير والأدلة والاثباتات حصلت عليها الأيام. ولديها الكثير من هذه، وهى كلها تؤكد حجم المخطط الذي كان يستهدف أمن وسلامة البحرين وحجم تورط النظام الايراني في هذا المخطط التآمري.. والامكانيات التي وضعها النظام الايراني لدعم العمل الموجه ضد شعب وحكومة البحرين. ‏وهل هناك من يريد المزيد من الأدلة والاثباتات.. وهل بعد كل ذلك من هو في حيرة من أمرد. وينتظر حتى تتضح الرؤية لديه ؟ ‏!.