التضامن العربي اليوم هو المطلب الاساسي والملح للعرب في هذه المرحلة الحساسة من تاريخهم. لقد اظهر القادة العرب حتى الآن استجابة جيدة للتحديات التي تواجه الدول العربية جمعا،. ان وصول تكتل الليكود للحكم بآرائه المتشدد حيال العرب والسلام ليس هو التحدي الوحيد الذي يدفع باتجاه استعادة التضامن ولم الشمل العربي، فهناك من التحديات الكثير والكثير.. ‏التعاون العسكري التركي الاسرائيلي بات يشكل مخاطر كثيرة مع التصعيد الذي بدأته انقرة وتل ابيب في محاولة لاحكام الطوق على سوريا. هذه المخاطر لا تمس سوريا فحسب، بل ان تأثيرها المباشر على سوريا ليس سوى تأثير في الامن القومي العربي الشامل خاصة وان تركيا تستخدم سلاح المياه في ضغوطها هذه. هنا في الخليج تحديات اخرى ايضا.. فالى التهديدات الامنية والتوتر السياسي بين دول مجلس التعاون الست من جهة وايران من جهة اخرى. فان التوتر المتجدد بين الامم المتحدة والعراق، تجعل الوضع بالمنطقة عرضة للانفجار في اي وقت. ان هذه التحديات والمخاطر اكتسبت دفعة جديدة من الخطورة مع تزايد النشاط الارهابي والتخريبي الذي بات يستهدف عموم دول المنطقة وعديدا من الدول العربية الاخرى. ‏كيف يمكن أن يحقق العرب حضورا وتواجدا فعالا في خضم هذه التحولات والتطورات. ‏ان الحد من الخلافات والحساسيات العربية هو شرط أساسي لتحقيق الحضور العربى القوي على الساحة، والبحرين التي عرف عنها انها مع كل جهد مشترك للم نشمل الأمة العربية لم تدخر وسعا قط فى تدعيم هذا الا تجاد ورفده بالأجواء المناسبة حتى يتكرس عنى صعيد الواقع. ‏وعدما طرح سمو ولي العهد مبادرته للتحكيم الخليجي الدولي للوصول الى حل للخلاف الحدودي بين البحرين وقطر انما جاء ذلك ايمانا من البحرين بضرورة انهاء الخلافات وبما يسهم في دعم جوانب التضامن العربى الثنائى والجماعى. ‏فالتضامن العربي هو الاطار الذي يمكن ان تحل فيه كافة القضايا العربية. او قضايا الحدود التي ننشغل بها اكثر من دولة عربية باتت تؤتر كثيرا في قدرة الدول العربية بأسرها على تشكيل جبهة متحدة تجاه العالم الخارجي. وعلى جدول اعمال الجامعة العربية مشروعات كثيرة توفر آليات مناسبة لحل العديد من القضايا العربية داخل الاطار العربي مما يوفر حصانة لأي خلاف عربي مهما كان نوعه من التداعي الى درجة تتيح لأي طرف خارجي الدخول على خطها. ‏ان التضامن هو المطلب الاساسى والآلية الاساسية والهدف الذي يجب ان يسعى العرب لانجازه من خلال قمة القاهرة.. فالمخاطر لا تخفى على احد ويبقى المطلوب هو ان يترجم هذا التضامن في آليات مناسبة وواقعية وعقلانية تضمن للدول العربية ان تتحرك سياسيا في مواجهة الاخطار التي تواجهها لا ككتلة واحدة فقط بل كمجموعة تعرف مصالحها جيدا وتدافع عنها بشكل جماعي وبسياسات وآليات مرنة وواقعية.