كما قلنا بالأمس.. هي قريبة من قلوب أهل البحرين كما هي قريبة من قلوب اهلنا في الخليج، هي الدعوة التي اطلقها صاحب السمو ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع.. هي قريبة من قلب كل محب لتراب هذه الاوطان الخليجية المتلاصقة.. وحب لكل هذه الشعوب الخليجية المتلاحمة.. هي الدعوة المخلصة والصادقة ليس فقط من اجل البحرين وشعبها بل من اجل كل دول الخليج وشعبها، فلم ولن يكون للبحرين مطلب في اي وقت بعيدا عن مصالح الجميع فهي، تنطلق دائما من ايمانها العميق بالمصير الواحد الذي يجمعنا نحن في دول الخليج بعيدا عن الانانية الذاتية. ان دعوة سمو ولي العهد ومبادرته التي اعلنها هي من صميم ثوابت السياسة البحرينية منذ زمن بعيد، تدعمت وترسخت عبر حاضر البحرين في علاقاتها مع جميع الدول وخاصة اشقائها في الخليج. لقد اتسمت هذه العلاقات بحل الخلافات على اساس التفاهم المشترك الودي بعيدا عن أية ضغوطات خارجية، وكذلك في تاسيس علاقات طبيعية ومتوازنة تتسم بالاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وهذا الاسلوب آمنت به البحرين وطبقته فعليا في علاقاتها ومصالحها مع الدول ورأت في نفس الوقت خصوصية ضمن هذه المبادئ مع الدول الخليجية التي يربطنا معها المصير المشترك والوشائج المعروفة الاخرى، وهذه الخصوصية هي ان اي خلاف هو خلاف بين اخوة، وأي خلاف لا يجب ان يخرج عن البيت، ضمن مبدأ انه اذا لم يستطع اهل الدار حل خلافاتهم فلن يستطيع احد من خارج البيت ان يحلها. ولعل هذا هو ما عبر عنه ايضا وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة عندما قال في تصريح امس: ان دعوة سمو ولي العهد هي مباردة اخوية تهدف إلى تنقية الاجواء وخلق الظروف المناسبة التي تؤدي إلى الحل الاخوي في اطار مجلس التعاون وبروح الأسرة الواحدة التي تجمع بين دوله وشعوبه. وعندما تحدث سمو ولي العهد عن الخلاف بين الاشقاء وتوصل الاطراف الى اتفاق حول اطار التحكيم الذي ترعاه الشقيقة المملكة العربية السعودية وتحت مظلة مجلس التعاون، فان هذا يعني بما لا يقبل الشك ان البحرين لا تريد ان تخرج اية خلافات خارج البيت، والبيت هنا هو الخليج الذي طالما رعى الاشقاء وحكامه وشيوخه لحل خلافاتهم في اطاره، ولم يخرجوا عنه مهما كانت الظروف، ومهما عصيت الخلافات على الحل. والمؤكد ان دعوة سمو ولي العهد الصادقة هي مبادرة ترجع الخلاف الى مكانه والحل بين اصحابه. وهي مباردة صادقة وشجاعة تقول كلمة الحق وتمتد اليد للاشقاء وتدعوهم للاتفاق بما يرضي كل طرف وبعيدا عن المؤثرات الخارجية التي لا تريد الخير لأهل وحكام المنطقة، وبالتالي فإنها مباردة خير للبحرين وقطر وللمنطقة. ان تحرك الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في اتجاه دعم هذه المباردة وما تناقلته الانباء يوم امس عن ترحيب خليجي عام لهذه المباردة، يؤكد النية الصادقة للعمل المخلص نحو وضع نهاية لكل الخلافات العالقة في اطار مجلس التعاون الخليجي، وهو امر يشكل بحد ذاته نقلة نوعية وجادة في اتجاه حل كافة الخلافات العالقة بين دول المجلس وفي اطار البيت الخليجي الواحد. ان دعوة سمو ولي العهد، وهذا الصدى الايجابي في كل الخليج لهذه الدعوة يحتم علينا جميعا العمل باخلاص وصدق لأن نكون في مستوى المسؤولية تجاه دولنا وشعوبنا لنضع الحل الاخوي المناسب والذي ينطلق من الرغبة الجماعية في العمل المشترك المنبعث من ارضية التفاهم والتلاحم والتي تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع في دول المجلس بعيدا عن أية ضغوط أو تاثيرات. هذا هو خيارنا جميعا وهو خيار البحرين وكل أهل المنطقة ومحبيها في الدعوة لحل الخلافات داخل بيتنا، فنحن نصنع الحل ونصنع الخير، ونحن واثقون ان هذا هو خيار الاشقاء في كل الخليج ايضا.