لماذا كل هذا الاستفزاز اليومي الذي يمارسه وزير خارجية قطر للبحرين؟ لماذا كل هذه التصريحات المتناقضة والخارجة عن المنطق. لماذا كل هذا التزييف للحقيقة؟ ‏لقد تعودنا فى هذه المنطقة ان ندوس على خلافاتنا وحساسياتنا وحزازاتنا من اجل ما هو اكبر.. ومن اجل آمال وطموحات، شعوبنا في زيادة اللحمة والتماسك، والتى هي بعفويتها وصدقها ترجمت اسمى معاني الوحدة التى تعجز عن تحقيقها القرارات، وهي اقدم من عمر مجلس التعاون الذي تأسس من اجل زيادة وتعميق التلاقي والتواصل الخليجي فيما بيننا كدول وشعوب. ‏ليس هناك بيننا في هذا الخليج العربى، من منتصر ومهزوم، او غالب ومغلوب، فهذه المفاهيم هى خارج قوانين لغتنا المشتركة، فالفرد للكل والكل للفرد، هذا ما تعرفه شعوبنا وتعايشه كاشقاء، وهي اكبر واقوى من محاولات اثارة الخلاف والعداء فيما بينها. ‏لقد رأينا طوال الشهور الماضية كيف عانت البحرين من الارهاب الذي حاول النيل من أهلها ومنجزاتها ووقفت صامدة تمد عنها الرماح المسمومة فيما كانت قطر تؤلب علينا الاعداء، عندما فتحت وسائل إعلامها للفئة المخربة والمتآمرة ليهاجمونا ويبثوا افتراءاتهم وأكاذيبهم فيما بين شعبنا.. وسكتنا حفاظ على الجيرة والاخوة.. إلا أن تمادي قطر لم يكن له حدود ولم يضع أي اعتبار لمبادئ حسن الجوار على الاقل. فظلت تطلق التسريحات الاستفزازية على لسان مسئوليها ووسائل إعلامها هنا وهناك عبر مرتزقة الصحافة التى جندتهم في محاولة واضحة ومكشوفة وعن سبق إصرار لجر البحرين إلى حرب كلامية وخلق حالة عداء بين الدولتين والشعبين. ‏من الخطا أن يظن وزير خارجية قطر ان البحرين يمكن ان تنجر الى ما يرمي اليه، فرغم كل الظروف والحروب التى شهدتها المنطقة في السنوات الاخيرة، خرجت البحرين بسياستها المتوازنة وسلوكها المتزن، اقوى واصلب عودا واكثر احتراما وتقديرا فيما بين دول العالم.. لا مزايدات ولا استفزازات ولا تحالفات.. بل مسعى خير دائما للتوفيق فيما بين الاشقاء وتعاضدهم. ‏فالبحرين بلد حضارة وتاريخ ستظل شواهده ثابتة وشاخصة لن ينال منها اى طمس وتضليل من ذلك النوع الذي حاول وزير الخارجية القطري ممارسته بمحاولات ترويج جانب واحد من صورة الخلاف الحدودي بين البلدين. ‏ان القضية ليست هي قضية جزر حوار التى هي جزء لا يتجزا من اراضي البحرين تاريخيا وجغرافيا وسكانيا. فهى بحرينية وستظل بحرينيه الى الابد، وانما بين البحرين وقطر هو قضية الخط الحدودي الذي يشمل الجزر ومنطقة الزبارة ومغاصات اللؤلؤ ايضا. ‏ان موقف البحرين صريح وواضح فى مسالة التوجه لمحكمة العدل الدولية وهو ان يتم بموافقة الطرفين وبطلب مشترك من الطرفين الى المحكمة يتضمن كافة امور الخلاف التى يحاول وزير خارجية قطر ان يتملص منها اليوم ويعرض فى تصريحاته بصورة مظللة جانب واحد للخلاف فقط وليس الخلاف برمته. ‏والبحرين لا تخشى العدل ولا القانون فكل الحجج والوثائق والدلائل والبراهين تؤكد حقوقها كاملة فى كل مواضيع الخلاف، وعندما تحبذ الحل المتفاوض عليه او صيغا اخرى للحل فى الاطار الاقليمى، ليس لخشيتها من الحل عبر محكمة العدل الدولية ولكن لان الحل الاول اكثر انسجاما مع واقع هذه المنطقة والتطلعات المشتركة لدولها وشعوبها، وبالشكل الذى لم يستوعبه وزير خارجية قطر حتى الان او استوعبه بصورة مغلوطة وهو ما اصبح سمة اساسيه للسياسة الخارجية القطرية منذ ان تولاها. ‏ان الحقيقة التاريخية التي تغافل عنها وزير خارجية قطر بقصد، هي ان الزبارة بحرينية. وان قطر غزت الزبارة في هجوم دموي، وان هذه الحقيقة لم تمح من ذاكرة كل البحرينيين ولن تستطيع الحملة الاعلامية القطرية المضللة والتى يقودها وزير الخارجية القطرى ومن معه من عصبة المرتزقته الذين استقدمهم لهذه المهمه. لن تستطيع ان تحرف هذه الحقيقة التى يعرفها أهل كل الخليج ويعرفها اهل قطر انفسهم كل المعرفة. ‏لماذا يتفائل وزير خارجية قطر فى تصريحاته التى استهوته واصبحت شبه يومية على البحرين عن هذه الحقيقة !! اذا كانت ذاكرته لا تسعفه، لعل من عاصروا تلك الفترة يعيدون له بعض الانتعاش اذا استمع اليهم. وهم يروون له كيف كان حاكم الدوحة آنذاك يطلب الاذن لرجاله من حاكم البحرين اذا ما ارادوا المرور بالزبارة وهذه الحقيقة موثقه تاريخيا، وكيف قادت قطر هجومها الدموي بغدر على الزبارة، وكيف حاولت ان تمحو بالبلدوزرات كل الشواهد البحرينية على ارضر الزبارة. ‏ان الزبارة مطلب تاريخى شرعى للبحرين، والبحرين قيادة وشعبا تتمسك بها كحق شرعى وتاريخي كأي جزء من ارض هذا الوطن العزيز ولا يمكن باي حال من الاحوال التخلى عنها او التفريط بها، مهما كانت الضغوط او الاستفزازات التى يمارسها عبر تصريحاته، وزير خارجية قطر، الذي قد فهم سياسة ضبط النفس البحرينية بصورة مغلوطة، جعلته يتمادى فى حملة التضليل والافتراءات على البحرين.