عندما قابلنا صاحب السمو رئيس الوزراء العام الماضي نحن ممثلى الصحافة المحلية، تحدث سموه بخبرته واطلاعه الواسع والثاقب على مجريات الاحداث والامور، حديثا مستفيضا حول الاحداث التى تشهدها البلاد والجهات والاطراف التى تحرك هذه الاحداث ولها مصلحة مباشرة في تحريكها باتجاه التصعيد. ‏واطلعنا سموه للتاريخ، على خيوط الحقيقة التى اذهلتنا وصدمتنا واعتصرتنا ، ولكننا لم ننشرها في حينه رغبة من البحرين في الحفاظ على العلاقات مع ايران باعتبارها دولة الجوار الجغرافي الذى لا مناص منه، لعل وعسى ان تراجع الجهات المعنية في طهران مواقفها، وهذا ما لم يحدث بل استمر يتعاظم ويتفلفل في الشئون الداخلية للبحرين باساليب شتى، ظنا من بعض هذه الاطراف بان ‏الخيوط بدأت تفلت من يد الحكومة او هى اعتقدت ان صبر الدولة وتحملها تهاون وتراخ وضعف. ‏واليوم كان لا بد من كشف كل الاوراق والأدلة، فالامر لم يكن يحتمل السكوت عليه اكثر من ذلك، فكل الدلائل والمؤشرات كانت تشير الى ان هذه الاطراف بمساندة ايرانية كانت تسعى لغير ما تظهر وان فضحتها شعاراتها التى كانت تحمل الاضداد فلم تنطل على احد.. وكانت الامور معروفة في ان ايران تهدف من وراء ذلك ليس القفز على الحكم في البحرين فحسب بل الهيمنة والقفز على كرسى السلطة في كل موقع خليجي، ولم يعد سرا ان ما تم اكتشافه في البحرين ما هو الا حلقة من حلقات التآمر على دول الخليج كلها، وكان لابد للجميع ان تتوحد جهودهم في الكشف عن هذه المؤامرات التي تدار حلقاتها من طهران وهذا ايضا ليس سراً غامضاً لقد كانت هناك اشارات عدة تصدر من خلال الاجهزة الاعلامية والنشرات السياسية والدينية الايرانية تؤكد هذا النهج.. ولكن هل اكتفت بذلك؟ ‏وزير خارجية النظام الايراني علي اكبر ولايتي الذى يراوده حلم الامبراطورية الايرانية بكل صلافة يعلن انه على استعداد للوساطة لحل مشاكل البحرين الداخلية! ربما ظن السيد ولايتي ان البحرين احدى الولايات الايرانية فيضمها الى ولايته! ‏لا يا ولايتي.. ان البحرين عاصمتها المنامة، وليست طهران، ولن تكون في يوم من الايام كما كنتم تريدون وتخططون ولن نترك ممثلك يصول ويجول على ارضها كما فعل في لبنان، فالدول لها سيادتها وحرماتها، فكفوا شركم ومؤامراتكم .. لكي يستطيع شعبنا ان يستمر في برامج التنمية والتوجه نحو الحياة الافضل بعيد. عن المزايدات التي هي نهج سياسة النظام في ايران! ‏ان صلابة جبهتنا الداخلية وتاكيد وحدتنا الوطنية هى كفيلة بان تضع حدا لمثل تطاولات ولايتي هذه، وإصرار ايران على التدخل في شئون البحرين، فنحن في هذا الوطن امامنا مهمة اساسية اليوم وهي تاكيد مواطنيتنا وتكاتفنا وتآلفنا الاجتماعي ووحدة صفنا حتى لا نفتح شفرة في الجدار يتسلل منها الغرباء، وهذا ليس بغريب على هذا الشعب بكل طوائفه وفئاته الذى خبر وعاش أسمى معاني الحب والوفاء والتضحية جاد بها على مر التاريخ منطلقا من روح الاسرة الواحدة التي جمعته بالمحبة فوق هذه الارض الطيبة.