تبقى شجرة الوطن دائمة العطاء، يانعة الثمر، ويبقى شعب هذا الوطن رافعاً هامات المجد، عزيزاً خالداً بحب الوطن والذود عنه، مستنهضاً روح الاسرة الواحدة التي يجمع كل ابنائه على المحبة والعمل. وفي تاريخ هذا الوطن العزيز.. هذا التاريخ الحافل بالامجاد والذي يدعو كل فرد منا إلى الفخر والاعتزاز.. في هذا التاريخ شواهد عديدة لعزيمة الرجال ونيل مواقفهم وعطاء الابناء اللا محدود لهذه الأرض الطيبة التي احتضنتنا جميعاً وتعهدتنا بكل الرعاية والعناية. فقد جاء الخطاب الواضح والصريح الذي وجهه صاحب السمو رئيس الوزراء في مجلس الشورى أمس ليعكس ذلك الوعي الكبير والإدراك المتناهي والدائم من سموه في تلمس نبض الوطن وقضايا المواطن وليكون شاهداً آخر في المسيرة الخيرة لهذا البلد العزيز نحو التقدم والرفعة. ان ما عرف عن سموه من سعي دائم نحو العمل من اجل هذا الوطن وترجمة تطلعات الشعب إلى واقع ملموس ووفق خطط مدروسة وطموحة ومتابعة يومية مفعمة بالعزم والاخلاص كان على الدوام حافزاً لكل أبناء هذا الوطن في تحمل المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم ووضع المصلحة العليا للوطن في رأس سلم الأولويات. وعندما تحدث سموه بالأمس عن انجازات نهضة البحرين الحديثة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاسكانية والعسكرية وغيرها الكثير، لم يأت ذلك إلا تأكيداً على ان ما تحقق لم يكن ليتحقق لولا الأمن والاستقرار الذي ينعم به وطننا والذي يأتي في مقدمة أولويات الدولة.. فلا تنمية وتقدم.. دون أمن واستقرار ان تقويض الامن والاستقرار في هذا البلد كان أحد الأهداف الرئيسية لأحداث الشغب والتخريب، ومن هنا فقد جاء توقيت وترتيب افتعالها بدقة كبيرة ولم تكن محض صدفة – فالكتاب يقرأ من عنوانه – كما أكد سموه.. كانت الأهداف الحقيقية بعيدة كل البعد عما يدعون، ان التخريب لا يكرس غير الخراب والكساد، وكل شيء يمكن بحثه وايجاد الحلول له بالطرق الصحيحة.. فالبحرين هذا البلد الصغير بمساحته وموارده نهض بهمة وعزم رجاله الطيبين وكل المبررات التي سيقت لما حدث هي مرفوضة لانها ضد مصلحة هذا الوطن وابنائه وانجازاته أولاً وأخيراً. ان رباط الاسرة الواحدة وما يتمتع به هذا الشعب من وعي وإدراك كبيرين والتواصل الدائم بين القيادة والمواطنين.. هذا التقليد القديم المتجدد الذي تأصل في النفوس عبر ممارسات الشورى وديمقراطية الحوار كان في شتى الأحوال الحصن المنيع لمكتسبات هذا الوطن وانجازاته في وجه كل من سولت له نفسه النيل منها.. لتنطلق المسيرة في كل مرة أقوى واشد عوداً نحو الأهداف المرسومة. هذه هي البحرين دائماً بقيادتها وشعبها نهضة مستمرة في الداخل وسعي دؤوب لمد جسور التواصل خليجياً وعربياً ودولياً وفق اسلوب حضاري يعتمد اسلوب الحوار الودي حتى اكتسبت هذه المنعة في الداخل وهذه المكانة المتميزة في علاقتها بمختلف دول العالم.