لغة التناقضات والشك والريبة التي تستخدمها قطر اليوم في علاقاتها وأسلوب تعاملها مع البحرين، لا تمت بأية صلة للتوجهات الخليجية والعربية التضامنية أو العلاقات الأخوية والكياسة الدبلوماسية التي تتطلبها الجيرة الحسنة ومجمل التاريخ والأعراف والتقاليد المشتركة. ‏لقد أبت قطر بالأمس إلا أن تضع العربة أمام الحصان عندما أوفدت وزير خارجيتها الى البحرين في مهمة قالت بأنها تستهدف تنقية الأجواء واستبقتها بشكل متعمد عبر تصريحات رسمية لموفدها جددت فيها الادعاءات القطرية في أراضي هي جزء لا يتجزأ من أراضي البحرين والخاضعة لسيادتها وحدها. ‏لقد كانت البحرين حقا تأمل بأن تكون زيارة وزير الخارجية القطري بداية عهد جديد في العلاقات بين البلدين الشقيقين، وقد عبرت القيادة البحرينية في أكثر من مناسبة عن أهمية توثيق العلاقات الأخوية بين البلدين منطلقة في ذلك من نوايا صادقة. واذا كانت قطر قد شعرت بحرج من دبلوماسيتها الجديدة التي عمقت الجراح العربية والخليجية فأوفدت وزير خارجيتها لبهرجة إعلامية أو خطب بلاغية ليس إلا، فإن ذلك هو شأنها، أما التشكيك في نوايا البحرين فإن ذلك أمر مرفوض ولن نقبله. ‏إذا كنا هنا نحن في البحرين قد فضلنا المظلة الخليجية العربية لحل الخلاف الحدودي بين البلدين، فإن ذلك يأتي انطلاقا من رغبة أكيدة وصادقة في الحفاظ على الروابط الأخوية بين البلدين وارساء دعائم حلول شاملة ودائمة، وطرح القضية أمام محكمة العدل الدولية، لا يعني ذلك بأنه أصبح الحق لقطر في أن تنازعنا في أراضينا الخاضعة لسيادتنا وحدنا ولا يعني ذلك اننا ‏نهاب ونخشى العدل، فموقفنا قوي وسليم وكافة حقوقنا في أراضينا ومياهنا وأجوائنا محفوظة، وسوف نبذل أرواحنا للذود عنها. ‏إن مبادرة سمو ولي العهد والتي اعتمدت الثوابت الخليجية في العلاقات التي تربط قيادات وشعوب المنطقة واضحة وصريحة وصادقة يمكنكم رفضها أو قبولها ولكن لن نقبل التشكيك فيها وتأويلها الى غير ما تهدف إليه ولا نعتقد ان ذلك يخدم سياسات حسن الجوار والاخوة أو يعمق النوايا الطيبة ومصداقية الكلمة الشريفة التي تعامل من خلالها آباؤنا وأجدادنا وكانت محل الاتفاقات المكتوبة. ‏وما هكذا تمد اليد.. أيها الاخوة في قطر..!!