منذ قمة القاهرة 1990 إلى قمة القاهرة 1996، تبدو مسافة الست سنوات بعيدة في مسار وحركة التضامن العربي التي توقفت ابان الغزو العراقي للكويت في اغسطس 1990. منذ ذلك التاريخ وما حدث من شرخ في الجدار العربي، وفي العلاقات العربية العربية لم يتكلل اي جهد او محاولة للخروج من هذا النفق المظلم الذي دخل فيه العالم العربي. اليوم والشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج، تنتظر ماذا سيكون في وسع القمة ان تفعله، وماذا يمكن ان تحققه لتضميد الجراح والنتوء الكثيرة في الجسم العربي.. في قمة لم الشمل العربي. قمة القاهرة هي البداية في مسار العلاقات العربية العربية والتي اخذت تدخل في مسارها الايجابي وعبر سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الثنائية والاقليمية، وهذا ما يعطى قمة القاهرة التي تنعقد اليوم زخما ودفقا ايجابيا نحو الدخول في المسار الصحيح في العلاقات بين الدول العربية، وما يمكن ان ينتج عنه من تضامن ينعكس على مجمل القضايا التي تهم العالم العربي وتشكل تحديا لمستقبله. ان امام القمة اليوم التحدي الاكبر وهو ايجاد الصيغة الاكثر الحاحا في مواجهة كل ما تتطلبه مسألة التضامن العربي.. وبعد ذلك تبقى كل التحديات التي تواجه الامة العربية مسألة سهلة التناول وسهلة البحث وسهلة في اتخاذ المواقف، اذ يصبح كل ذلك انعكاسا ايجابيا لمبدأ التضامن العربي والذي هو الاساس الذي يتحكم في مسار العلاقات العربية العربية في اطار رؤية عربية واضحة تحافظ على المصالح العربية بعيدا عن المكاسب الذاتية والانية. واذا كانت قضية القضايا المطروحة على طاولة القادة العرب في قمة القاهرة هي قضية مسار السلام في الشرق الاوسط فان ذلك بالرغم من اهميته عربيا ودوليا. فان مواجهة المخاطر التي تهدد الامن الوطني والقومي في الدول العربية لابد وان تأخذ حيزا من مداولات القادة.. ولابد من اتخاذ المواقف ووضع الاسس الخاصة بمسألة العلاقات الخاصة بين الدول العربية والدول الاخرى فيما يتعلق بالامن الوطني والقومي، وما يضمن لجميع الدول امنها واستقرارها بعيدا عن اي تهديد خارجي او اي تدخل في شؤونها الداخلية. قمة القاهرة تنعقد اليوم وهي تنطلق من قلب العرب الكبير لاستعادة التضامن العربي واصلاح ما تهدم في العلاقات العربية العربية وتنطلق من القاهرة اليوم لتواجه المخاطر التي تهدد الامن الوطني والقومي وتضع خطوطا واضحة ومواقف موحدة لرسم استراتيجية المستقبل. هذه القمة يجب ان لا تكون قمة المواجهة مع التحديات الاسرائيلية بقدر ما يجب ان تكون القمة الشمولية.. فمنذ عام 90 في قمة القاهرة وحتى 96 في قمة القاهرة، المسافة تبدو بعيدة ولابد من ان تكون هذه القمة شاملة تبحث في كل الاوضاع العربية والاقليمية والدولية والتي تنطلق من المصالح العربية اولا والمصالح العربية اخيرا. وهذا هو الحد الادنى في مسألة القمة التي تتطلع اليها الشعوب العربية اليوم.. ولا يمكن ان تقبل الشعوب العربية اقل من ذلك