تتواصل لقاءات الخير والمحبة بين قادة وأهل الخليج على ارض الكويت العزيزة بزيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء والتقاؤه بصاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير دولة الكويت وسمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. ‏اليوم يجدد سمو رئيس الوزراء بين اخوانه وأهله فى الكويت، مسيرة وشائج حميمة متمزة بين البلدين، امتدت عبر مئآت السنين، وزادتها الايام والمصير قرباً وتوثقاً لم ينقطع ابداً. ‏فلم تكن العلاقات البحرينية الكويتية علاقات عابرة أو حكمتها مصالح مؤقتة كما هي بين الكثير من الدول والبلدان، بل كانت اكبر من ان تسمى علاقات عادية.. فقد كانت علاقة أخوة متلاحمة عبر الأزمنة، وتلاق مستمر في كل الظروف والأحوال. ‏فقط ارتبط البئحرينيون والكويتيون وشيوخهم آل خليفة وآل صباح بعلاقات القربى والكفاح المشترك، عندما كانوا ضمن قبائل العتوب الذين هاجروا من نجد حوالى 1710 ‏واستقروا معاً فى الكويت، حتى هاجر شيوخ آل خليفة من الكويت عام 1733 ‏وأقاموا فى الزبارة ثم البحرين. ‏ومنذ ذلك الوقت البعيد وتلك السنين البعيدة، كان شيوخ وأهالى البلدين تجمعهم تطلعات واحدة، وهموم رزق مشتركة وقرابة تزداد مع الايام ولقاءات مودة لم تنقطع. تجسدت فى الرحلات التجارية المشتركة التى طافت موانىء العالم، وفى صيد اللآلئ فى البحر، وزيارات لم تنقطع ومودة ازدادت رسوخأ وقوة مع الزمن. ‏ولم تغير نعمة النفط وما جاء بعده من رخاء ونهضة من وشائج بل ان الواقع يقول انه زادها رسوخا فى جميع الاصعدة.. كان اشهرها صدور اول مجلة كويتية وخليجية يتم تحريرها فى البحرين من قبل المؤرخ الكويتى المشهور عبدالعزيز الرشيد، الذى اقام فى البحرين فى بداية الثلاثينات.. الى البعثة الطلابية الكويتية التى جاءت للدراسة فى البحرين فني الأربعينات والتى قال عنها احد طلابها في ذلك الوقت المرحوم صالح شهاب: “اطلبوا العلم من البحرين”. ‏أما شاعر الكويت الشهير خالد الفرج الذى أقام فى البحرين فى العشرينات فقال اجمل اشعاره عن البحرين والتي تصور بتعبيراته الجميلة تلك المحبة والمعزة التي عرف بها أهل الكويت للبحرين وما يبادله أهل البحرين كذلك لهذه المعزة والمحبة حين يقول: ‏”يا درة وسط الخليج تلالأت ‏وزهت عليه بنورها الوقاد والمجد فيها شامخ متقادم ‏(لثمود) يرجع عصره أو (عاد) وبكل يوم طود مجد قائم ‏مجد طريف فوق مجد تلاد” اننا اليوم تنذكر القليل من هذا التاريخ.. التاريخ الذي جمع القلوب بين أهل البحرين وأهل الكويت.. وفى ظل زيارة صاحب السمو رئيس الوزراء ننذكر ان البحرين والكويت حكام وشعوب أعزاء رافعى الهامات شامخى العز. ترتفع راياتهم للمحبة والتضامن دائماً وأبداً، وصاحب السمو رئيس الوزراء يشيد فى الكويت و”بكل يوم طود مجد قائم”.