• وزير خارجية قطر وسياسة مسك العصا من النصف • البحرين حددت موقفها وعلى قطر أن تختار بين محكمة العدل أو الوساطة كتب . رئيس التحرير نبيل الحمر أكثر ما يؤلمنا في البحرين أن تصل الأمور بيننا وبين الإخوة فى قطر إلى درجة القطيعة لا سمح الله، وأن تصل إلى المنزلق الذي يريده وزير خارجية قطر في زرع نبت شرير بين الشعبين والقيادتين وإثارة الضغينة المكروهة والتي لا نريدها ولا نسعى إليها ولا نريد الاخوة في قطر أن يسعوا لها أو ينجرفوا نحوها. ‏غير أن وزير خارجية قطر يبدو أنه عبر دبلوماسية “الكوبرا المسمومة” أراد أن يضرب اسفين من الحقد والضغينة في علاقة الشعبين الشقيقين المتميزة عبر السنين، وأراد أن يخلق جو من التوتر عبر هذه التسريحات التي استهوته بشكل يومي منذ أن تولى وزارة الخارجية فى قطر. ‏نعترف أن هناك بين البحرين وقطر خلافأ حدودياً فلا نريد أن نعمد إلى أن نخفي رؤوسنا في الرمال ونتغاضى عن هذه المشكلة التى باتت تهدد العلاقات بين الشعبين وتزيد من حدة التوتر فى المنطقة.. ولكن أيضا لا نريد أن نعمد ولا نود أيضا المبالغة، فنعطي الأمور أكبر من حجمها والأشخاص أكثر من مكانتهم، وإلا كان الخلط بين ما هو واقع وما هو وهم. ‏هناك خلاف.. والبحرين جاهدت على تأكيد وجوب حل الخلاف بين البلدين ضمن إطار التضامن الخليجي ووفق موازين الحق والعدل، وهو ما أوضحته بجلاء تام أمام المحافل الدولية وفي البيانات الرسمية وحتى أمام محكمة العدل الدولية، هذا هو موقف البحرين بكل صراحة ووضوح وشجاعة، وإزاء ذلك لابد لقطر أن تعلن موقفها بصراحة ووضوح وشجاعة، فالموقف الذي يعلنه وزير خارجية قطر في كل مناسبة باتباع آليتين لحل الخلاف عن طريق المحكمة والوساطة هو موقف غير منطقي وغير قابل للتطبيق عمليأ، إذ أنه من المعروف أن محكمة العدل الدولية ستنظر القضية فى شهر سبتمبر ورفض قطر لسحب القضية من أمام المحكمة يتناقض كليأ مع ما ‏تدعيه من قبولها بالوساطة في حل القضية، فكل آلية للحل تؤثر في الآلية الأخرى ولا يمكن أن تكون هناك آليتين لحل قضية واحدة! ‏أمام قطر اليوم أن تعلن موقفها صراحة وبكل وضوح أن تكون مع الحل عن طريق محكمة العدل الدولية أو قبول التفاوض والوساطة والتحكيم الخليجي، فسياسة مسك العصا من المنتصف التي يمارسها وزير خارجية قطر اليوم هي سياسة لن تفضي إلى أي حل ننشده. ‏كما ندعو الإخوة في دول مجلس التعاون إلى تحديد رؤيتهم وموقفهم في هذا الشأن إذ ليس من المعقول أن تتجه دولة من دول المجلس في دعوة قضائية دولية على دولة خليجية أخرى دون أن يكون لمجموعة دول مجلس التعاون رؤية وموقف واضح وصريح في ذلك.. فإما أن نكون جميعاً مع الحل الأخوي داخل الإطار الإقليمي وضمن البيت الخليجي الواحد الذي يجمعنا كلنا.. أو التوجه بصراحة إلى الحل الآخر عبر محكمة العدل الدولية.. وفي هذا خروج عن التقاليد والأعراف التي اجتمعنا عليها وآمنا بها. “‏دبلوماسية الكوبرا المسمومة” التفاصيل صفحة 3 صفحة 3 “‏دبلوماسية الكوبرا المسمومة” • لابد أن تعلن قطر موقفها بكل شجاعة ووضوح • خيارنا بيدنا لا كما يريد وزير خارجية قطر • حوار بحرينية .. • من هاجم فشت الديبل .. ومن مارس الاستفزاز؟ • اننا لانطلق الرصاص على التاريخ لنقتله • آليتان لحل قضية واحدة غير ممكن عملياً! بقلم : نبيل يعقوب الحمر العقل وحده يزن الاشياء ويستطيع ان يفصل بين الحبكة والدعاية المكشوفة.. وبين الجوهر الذي ينطلق من حقائق مسلم بها.. ‏وفي مجال الاعلام والسياسة والدبلوماسية هناك لعبة وفن وذوق وذكاء.. من هذه الاشياء يمكنه ان يصنع لوطنه المجد.. ومن يلعب خارج المكان والوقت بدون معرفة وادوات يصبح كمن يلعب بالنار، فلعبة الاعلام والسياسة والدبلوماسية خطرة بالدرجة التى من الممكن ان تحرق من يتعاطى بها ان لم يجد سبر اغوارها. ‏وزير خارجية قطر واحد كبار ملاك جريدة الوطن التى دأبت على وضع البحرين في اولويات اهتماماتها بصورة مشبوهة يلعب لعبة السياسة بحكم منصبه كوزير للخارجية، فيطلق التصريحات الغريبة هنا وهناك ويطلق العنان لصحيفته تلعب على وتر الخلاف مع البحرين مستخدمة جميع الوسائل التى لا تمت للتقاليد الصحفية الخليجية بصلة، وكأنه يريد ان يثبت انه ينطلق من وعي متميز، وفكر متحرر وارادة واعية حتى اننا لا نفصل بين مستويات تصريحاته المتناثرة سواء كانت في القضايا الخليجية او العربية اوالدولية، يمنح نفسه صفة الوزير المتميز الذي يدفعه طموحا لأن يتحرك في مساحة اكبر من المساحة التى تتيحها له مكانته الوزارية حينها يتجاوز هو البرتوكول ويحاول الرد على من يتقدمه في المكانة، وهذا يكشف عن سر رغبته المكبوتة في السعي لاحتلال مكانه تزيد عن تلك المسموح بها لمن هم في مكانته الدبلوماسية فتراه يقفز هنا وهناك بالتصريحات النارية والشاذة والتى تخلق اثارة مما يسترعي انتباه وسائل الاعلام الغربية التى اعتادات على الجري وراء كل ما هو مثير، فاستعذب الوزير القطري هذه اللعبة وانغمس فيها يدفعه طموحه الى المجهول الذي قد لا يدرك عواقبه. ويبدوا اننا في هذا الزمن المتقدم الذي يشهد فيه العالم متغيرات عديدة ويتحرك الاعلام من الشعارات والخطابات الرنانة.. يبدو ان هناك من يعود بعد هذا العصر المتقدم الى عصر الاعلام الدعائي الرث الذي مثله بأسوأ صورة وزير الدعاية الهتلري النازي “غوبلز” ‏لم يتوان عن القول اكذب اكذب حتى تصدق نفسك… ‏´تجاوز العالم هذا العصر الرث والمتخلف، واصبحنا في زمن الاعلام الكوني المفتوح، الذي لم يأخذ وزير الخارجية القطري منه سوى القشور، واعتقد ان اطلاق تصريح ناري هنا وتصريح صاروخي هناك يكفي للفت الانظار، ونسى ان هذا النوع من الاعلام لا يمت بصلة الا الى عصر الدعاية الذي يمثله غوبلز بنظريته الغبية عن الكذب المتكرر الذي يجعل من يصدره يصدتقه في نهاية الأمر.. ‏لا نود الدخول في كثير من الجدل العقيم الذي لن يولد سوى مزيد من الجراح والتفكك الى هذه المنطقة، لكننا فقط نذكر من يلعب لعبة التصريحات الخارجة عن أعراف “السّنَعْ” الخليجي، ويتلذذ بها و‏يغرق فيها ويتمادى في القفز على آلياتها لان يدرك ان مثل هذا اللعب لا تكون نهايته في العادة الا خسارة الذات.. وهذا ما نأمل ان ينتبه له الوزير القطري قبل فوات الاوان. ‏إن اكثر ما يؤلمنا نحن هنا في البحرين، قيادة وشعبأ، ان تصل الامور بيننا وبين الاخوة الاشقاء في قطر، الى درجة القطيعة لا سمح الله، والى المنزلق الذى اراده وزير خارجية قطر في زرع نبت شرير بين الشعبين والقيادتين، واثارة تلك الضغينة المكروهة والتى لا نريدها ولا نسعى لها، ولا نريد الاخوة في قطر ان يسعوا لها او ينجرفوا نحوها. ‏ان وزير خارجية قطر يبدو انه عبر دبلوماسية “الكوبرا المسومة”، اراد ان يضرب اسفين من الحقد والضغينة في علاقة الشعبين الشقيقين المتميزة عبر السنين، واراد ان يخلق جوا من التوتر عبر هذه التصريحات التى استهوته بشكلها اليومي، منذ ان تولى وزارة الخارجية فى قطر. ‏نعترف ان هناك بين البحرين وقطر خلافأ حدودياً، فلا نريد ان نعمد الى ان نخفي رؤوسنا في الرمال ونتغاضى عن هذه المشكلة التى التي باتت تهدد العلاقات بين الشعبين وتزيد من حدة التوتر في المنطقة.. ولكن أيضا لا نريد ولا نود أيضا المبالغة، فنعطي الامور اكبر من حجمها والاشخاص اكثر من مكانتهم.. والا كان الخلط بين ما هو واقع وما هو وهم.. ‏في البحرين، واجزم انه ايضا في كل دول الخليج العربي، لا احد يفترض أن الخلافات هي جزء من تكويننا ونهجنا الاجتماعي والسياسي بل العكس صحيح.. اذ ان شعوب وقيادات هذه المنطقة اعتادت وعبر مسارها التاريخي ومن خلال تداخل علاقاتها، قيادات وشعوبأ بالشكل الذى يصنفها بالعائلة الواحدة.. اعتادت في ان تكون الحلول لكل خلافاتها واختلافاتها داخل الاسرة الواحدة وداخل البيت الواحد الذى يجمع الكل في مصير واحد وهدف واحد.. هو خير وازدهار بلداننا وشعوبنا. ‏غير ان وزير الخارجية القطرى هذا، اتجه الى سياسة غوبلز في الاعلام واخذ منها مقولته المشهورة “اكذب اكذب حتى تصدق نفسك”!! وقد صدق وزير خارجية قطر نفسه.. فاخذ يجند كل الاجهزة الاعلامية والصحفية والتى تحت امرته سواء منها في قطر او خارج قطر لتلميع صورته واظهاره بالدبلوماسي الفذ.. فطلع علينا بتصريحات شبه يومية يخلط فيها الوهم والافتراء والادعاء. لقد استطاب له، واستحوذ عليه، واستهواه، واستقام له واستحلى له.. كل تلك العبارات. يبدو انها صالحة لان نطلقها على ما يمكن ان نصف بها الحالة التى يمر بها وزير خارجية قطر الذى بالفعل استهوى سياسة التصريحات الصحفية.. مرة عبر صحيفته التى يملك معظم اسهمها، “الوطن” ومرة اخرى عبر تصريحات اذاعية، واخرى تلفزيونية.. ومرة داخل اجهزة الصحافة والاعلام القطرية، ‏ومرة اخرى من خلال مرتزقة مجندين لخدمته في الخارج، ومرة بالاقمار الصناعية ومرة اخرى.. وأخرى.. لقد تشابكت الخطوط ‏واختلطت علينا مصادر محطات ‏الدبلوماسية “المكلمجية” التى ‏اخترعها وزير خارجية قطر.. ‏ويبدو انه لم يكن هناك في قطر ‏شخص يستطيع الدخول في ‏منافسة كلامية معه من خلال ‏سباق التصريحات شبه اليومية ‏التى يخرج بها علينا في كل صباح ‏ومساء، حتى اعتبر نفسه اكبر من ‏وزير خارجية بعد ان كان سكرتيرا ‏لمدير بلدية الدوحة.. فاصبح اليوم ‏يقارن نفسه بالقادة والزعماء، ‏ويبدو ان عقله الباطن يختزن ‏مطامع يصعب عليه اخفاءها ‏والسيطرة على ابقائها في دواخله ‏حتى اصبحت توشك ان تفضحه، ‏وتشى بما يبطن من اطماع قد تصل ‏حتى الى القيادة العليا في دولة ‏قطر. ‏وزير خارجية قطر، تحول من دبلوماسي يفترض فيه حساب ‏كلماته وتصريحاته الى صحفي، وتلك مشكلة بحد ذاتها، فالمفترض من الدبلوماسي الذي يتحول الى صحفي، ان يتقن الكتابة مثلما كان يتقن الحديث، ومشكلتنا مع وزير خارجية قطر، انه خلط بين الاثنين ولم يعد يتقن الاثنين. ‏فمن يستمع الى تصريحات واحاديث وزير خارجية قطر، كالحديث الذى ادلى به لاذاعة لندن قبل يومين، لا يظن انه يستمع الى دبلوماسي اطلاقا، بل يشعر انه يستمع الى حديث يقوله اناس عاديون في مقاه او مجالس. ‏لكن وزير خارجية قطر، دخل الصحافة من اوسع ابوابها. فهو علاوة على كونه احد كبار مالكي جريدة الوطن القطرية، اشترى ايضا ربع اسهم جريدة عربية تصدر في لندن، ولديه الآن مشروع لانشاء جريدة مع مستثمرين اسرائيليين، ويسعى لانشاء محطة تلفزيونية فضائية في لندن بالاشتراك مع مستثمرين اسرائيليين ومحطة B.B.C. ‏كل ذلك شانه، ولا نريد ان نتدخل في هذا الشان.. ونتمنى له التوفيق والسداد.. غير اننا لا نرضى ولا نقبل ان يجر علاقات شعب البحرين وقطر الى حالة الاستنفار والاستفزاز ونرجو أن يكون هناك في قطر من يستطيع أن يوقفه عند حدود اللياقة والكياسة. ‏نحن نعرف اهل قطر الطيبين، والذين ابدوا في مناسبات شتى، رفضهم لهذه السياسات الاستفزازية التى يمارسها وزير خارجية قطر، سواء في علاقة قطر بالبحرين او مع بقية دول الخليج العربي او مع الدول العربية الاخرى. ‏وبدبلوماسية الكوبرا المسمومة.. فتح جريدة الوطن لتكون صوتا للجماعات المخربة التى ارادت العبث بأمن واستقرار البحرين، ولم تكتف بذلك فاصبحت اداة لنشر المنشورات السرية التى كانت توزع في الخارج تهاجم فيها البحرين.. بل وصل بها الامر الى نشر صور لتلك العبارات الصبيانية التى تثقب على الجدران في الظلام امعانا ‏في نشر كل ما يسى، الى البحرين وشعبها.. مع مقالات تعكس الفرحة بما تواجهه البحرين من محنة وما يتعرض له شعب البحرين من مؤامرة استهدفت امنه واستقراره. ‏وهكذا فتح وزير خارجية قطر اجهزة اعلامه وصحافته والمرتزقة الذين استقدمهم لمهمة غرس النبت الشرير في العلاقات بين البلدين ‏والشعبين الشقيقين.. فصار لبعض الاقلام في الصحافة القطرية وبتعليمات مباشرة من وزير خارجية قطر تجاوزات تعدت حدود اللياقة الادبية والكياسة الدبلوماسية، عاكسة لافكار ونوازع ومطامع ذاتية. ‏البحرين ليس من عاداتها ولا من شيمها نشر الحرائق او الالتفاف على الآخرين او اثارة المشاكل بين حين وحين، مرة باعتداء عسكرى على جزر لدولة شقيقة مجاورة ومرة اخرى باعتداء على نقطة حدودية في دولة اخرى مجاورة.. ومرات بالتهديد والوعيد. ‏وسؤال نوجهه إليك.. ماذا يمكن أن تسمي ما حدث في عام 1986 عندما احتلت قوات عسكرية قطرية فشت آلديبل لمدة ثلاثة وخمسين يوما واعتدت على مصالح البحرين بقوة السلاح. ‏لم يكن ذلك تهديدا بل كان تصعيدا واستفزازا يرقى الى إعلان الحرب من جانب قطر. ‏ورغم كل ذلك التصعيد والممارسات الخطيرة كان لضبط النفس الذي مارسته البحرين إزاء الحادث أثرا كبيرا في احتواء الموقف. ‏هل أدركت الآن ما هو الاستفزاز؟ ومن يمارسه؟ وكيف يمارسه؟!.. البحرين ابتعدت عن كل تلك المهاترات والاستفزازات.. والبحرين ان ارادت ان تحتكم، فانها تحتكم ضمن البيت الخليجي الواحد الذى لا تريد ان تتخلى عنه او تفرط فيه.. والبحرين تعرف حجمها وتعرف موقعها في قلوب الجميع، خليجيا وعربيا ودوليا.. وتعرف ايضا حجمها وموقعها في التاريخ وتعلم ان الجميع يعرفون هذا الموقع وهذه المكانة.. والذين ينبشون التاريخ هم الذين ليس لهم تاريخ، اما البحرين، فترجو من وزير خارجية قطر ان يستعين بالمستشارين الكثر لديه لكي يخبروه عن تاريخ البحرين عبر آلاف السنين.. وتاريخ البحرين ومسارها في الحضارة الانسانية كلها مسألة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها. ‏البحرين تعتز بتاريخها وبحضارتها.. وهذا شرف لكل من منتم لهذه الأرض الطيبة.. فمن قال لك اننا ندير وجوهنا للماضي.. ومن قال اننا نطلق الرصاص على التاريخ لنقتله.. اننا اصحاب تاريخ عريق ومشرف.. فهذا التاريخ مسار حاضرنا ومسار مستقبلنا اما اؤلثك الذين هم بلا تاريخ، فلن ينجحوا في ولوج المستقبل.. فالتاريخ هو جزء منا ونحن جزء منه.. والتاريخ وهو اما ان يكون شاهدا لنا او يكون شاهدا علينا.. وحمدأ لله فان التاريخ شاهد لنا وليس علينا.. هذا هو مسار التاريخ الذى لا يعرفه من ليس له تاريخ.. فحين يقول وزير الخارجية القطرى: “لا اريد ان انبش تاريخ كيف توزيع الدول لاراضيها.. لان لو بدينا نتكلم عن التاريخ في دول مش موجودة وفي دول موجودة”. ‏نعم لقد اصاب وزير الخارجية القطرى هذه المرة.. لقد كانت هناك دول “مش موجودة وفي دول موجودة” على حد تعبيره.. وهذا تاريخ لا يستطيع احد نكرانه ونحمد الله اننا في جانب الدول الموجودة.. وليعد وزير خارجية قطر الى كتب الجغرافيا والتاريخ ليدلنا على الدول التى لم تكون موجودة.. وسوف نكون شاكرين له هذه المعلومة التى ربما تكون جديدة عليه.. ولكنها ليست بجديدة علينا وعلى العالم.. وعلى التاريخ والجغرافيا ايضا. وعندما يتحدث وزير خارجيتنا عن الزبارة وتقول: “الحقيقة انا لم افهم ما يريده”، فانك تغالط نفسك كثيرا، فالدبلوماسية التى يترأسها وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آلخليفة، يشهد لها بالوضوح والصراحة ملتزمة بالاخلاق والاعراف الدبلوماسية، وقبل ذلك وبعده ملتزمة بالاعراف والاخلاق العربية الاصيلة وبعيدة كل البعد عن اساليب الاثارة والاستفزاز. ‏ان حديث وزير خارجيتنا واضح وصريح عن “الزبارة” عندها اكد المطالب الشرعية التاريخية للبحرين في الزبارة وهذا ليس عصي عن الفهم لمن يريد ان يفهم! ‏واذا كانت الزبارة جزءاً من قطر، كما تدعى، فلا نعرف لماذا يطلب “حاكم الدوحة” الاذن من “حاكم البحرين” عندما يريد رجاله المرور بالزبارة للصيد والتنزه.. فإذا كانت جزءاً من قطر كما تدعي أنت.. أليس بامكانهم المرور كما يشاؤون، دون الطلب كتابيأ بالسماح لهم بذلك، وهذا كتاب موثق من حاكم الدوحة الى حاكم البحرين، وبإمكانك الرجوع إليه اذ اردت ان تفهم لمن كانت الزبارة!! ‏اما حوار فهي جزء لا يتجزأ من اراضى دولة البحرين، وهى نعم تشكل ثلث مساحة البحرين، مارسنا عليها سيادتنا وسنمارس عليها السيادة كاملة والمنشآت المقامة عليها هى منشآت بحرينية اقيمت على ارض بحرينية، وسوف ندافع عنها إن مست أو انتهكت.. واعتراض وزير خارجية قطر على ذلك، مستغرب ويدعو للدهشة، فكيف يسمح لنفسه ان يتحدث عن ارض ومنشآت هى خاضعة لدولة غير دولته؟! ان ذلك ليس سوى تدخل في الشئون الداخلية للبحرين، اولى بالوزير ان يدركه جيدا، فحوار لم تكن ارضا قطرية قط، حتى يحق له ان يعترض ويدون مذكراته الاعتراضية التى هى بلا فائدة قانونية تذكر. ‏ان حوار بحرينية.. وستظل بحرينية، ولا نقول هذا الكلام استفزازا الا انها حقيقة واقعة لا مجال لتغييرها او تحريفها او طمسها ونحن لا نعمل في الخفاء ونمارس على ارضنا ما نشاء من تصرف جهارا نهارا وهذا حق السيادة الذي نملكه عليها وعلى كل أجزاء الوطن العزيز. ‏اما مسألة ذهابنا او عدم ذهابنا الى محكمة العدل الدولية فهو امر لا يعنى وزير خارجية قطر، فالبحرين دولة مستقلة وذات سيادة، تتصرف وفق سياساتها وقناعاتها، ومن الافضل لوزير خارجية قطر ان يدرك هذه الحقيقة، لان الخيار لا زال وسيستمر بيد البحرين وليس بيده. ‏ويجب ان لا ينسى وزير خارجية قطر، بان حكم الاختصاص لمحكمة العدل بيد البحرين ان تقبله او ترفضه، فليس هناك شىء ملزم للبحرين في هذا الموضوع، فإن اختارت البحرين الذهاب الى محكمة العدل الدولية فسيتم ذلك بارادتها وحسب ما تريده هي، بطرح كافة امور الخلاف بين الدولتين امام المحكمة، لا كما يريد وزير خارجية قطر اقتصاره على جزر حوار واستبعاد حقوق البحرين ومطالبها الشرعية والتاريخية الأخرى. ‏ان تصريحات وزير خارجية قطر حول الموقف من قضية الخلاف لا تحوي أية آلية لحل الخلاف وهي تحمل تناقضا واضحا بفتح مسارين أمام الحل عن طريق الوساطة السعودية ومحكمة العدل الدولية. ‏ان هذا الموقف القطري الذي يردده وزير خارجية قطر غير ممكن عمليا ولا يمكن الأخذ به إلا بصورة نظرية لمن لا يعرف أبعاد الخلاف. ‏نريد إجابة واضحة من وزير خارجية قطر على سؤالنا وهو: كيف يمكن طرح قضية الخلاف الحدودي بين البحرين وقطر في وقت واحد للوساطة السعودية وأمام محكمة العدل الدولية؟ ‏لم يبق أمام محكمة العدل الدولية لكي تباشر نظرها للقضية سوى شهر ونصف الشهر، كلنا نعلم ذلك، ونعلم أن هناك تحركا خليجيا لتبني وجهة نظر البحرين لطرح القضية للتفاوض، وأمام قطر أن تختار طريقا واحدا فقط، اما محكمة العدل الدولية أوالوساطة وطرح القضية للتفاوض والتحكيم بمظلة خليجية عربية. ‏هذا هو الموقف المطلوب من قطر أن تعلنه بكل صراحة ووضوح وشجاعة دون أية مماطلة أو تسويف.. فسياسة مسك العصا من ‏النصف التي يمارسها وزير خارجية قطر لم تعد تجدي اليوم. ‏ان البحرين صاحبة حق وستحافظ على حقوقها وعندما يردد وزير خارجية قطر بان بلاده ستقبل بحكم محكمة العدل الدولية إذا كان الحكم معها أو ضدها، فإن ذلك ليس سوى تجريد لقطر من أي حق تدعيه، فهي أقامت دعواها على البحرين وفي ذهنها إن هي نجحت، نجحت وان هي خسرت القضية فليس هناك ما تخسره! ‏وهذا يذكرنا بالواقعة التاريخية التي تنطبق على موقف وزير خارجية قطر حين اعلن من خلاله ان قطر ستقبل بحكم محكمة العدل الدولية مهما كان. ‏تلك الواقعة التي تقول ان امرأة أقامت دعوى على امرأة أخرى عند سليمان الحكيم وتدعي فيها ان ابن المرأة الأخرى هو ابنها وتريد ضمه إليها، ووقفت السيدتان بين يدي سليمان الحكيم ومعهما الولد وأخذت المرأة المدعية تقدم الحجج وآلبراهين الكاذبة على ان الابن ابنها. ‏تمعن سليمان الحكيم في القضية مليأ وأراد أن يختبر السيدتين فاصدر حكما بشق الولد آلى نصفين واقتسامه بين السيدتين.. هلع قلب الأم الحقيقية ولم ترض بهلاك ابنها فيما فرحت الأم المزيفة بنتيجة الحكم وعندها عرف سليمان الحكيم من هي صاحبة الحق. ‏هذه هي ادعاءات وزير الخارجية القطري في الأراضي البحرينية.. فإن ربح القضية في المحكمة اكتسب أراض جديدة.. وان خسر القضية فلن يخر شيئاً من أراضيه.. ‏وحين يعترض وزير خارجية قطر على تصريح لوزير الدفاع في البحرين حين يعلن ان البحرين ستحارب من اجل الدفاع عن اراضيها مئة عام، فانه لامر مستغرب أيضأ.. نقول لوزير خارجية قطر.. ان الدفاع عن تراب هذا الوطن شرف سوف لن نكون مستحقيه ان لم نفعله.. وليس مستغرب على وزير دفاعنا وشعبنا في الدفاع عن ارضنا.. فهذه أرضنا وهذه جزرنا وهذا هو ترابنا وبحرنا وجونا، عصي على من يعتدي عليه، وعصي على من يريد ان يمسه.. وسوف يكون شعب البحرين كله جدارا صلدا في وجه من يعتدي على ذرة من تراب هذا الوطن العزيز. ‏وبعد .. لم نكن في يوم في الايام، من الذين تستهويهم الاستثارة والشماتة في الآخرين او التشفى بما يواجهه الآخرون.. اننا نأنف بانفسنا عن هز» الممارسة، لايماننا المبنى بان هذا السلوك يمس اخوتنا واهلنا واحبتنا في قطر والذين لا ننكر ولن يخطر ببالنا ان نمسهم بشر او ان نصطاد في المياه العكرة لمجرد الخوض والانجراف في معارك كلامية دعائية لن نجنى منها سواء في البحرين او في قطر أى نفع وطنى بقدر ما ستكون هذه الممارسة وقودا جاهزا لاعداء هذه المنطقة يستغلونه لتفكيك بنيتها واحداث التوتر بين شعوبها. ‏والبحرين يهمها ونجزم بان شعوب الخليج وقياداتها كلها يهمها ان تكون هذه المنطقة بعيدة كل البعد عن التوترات والصراعات التى سوف لن نجني منها غير الاعصار والدمار. ‏ان البحرين جاهدت على تاكيد وجوب حل الخلاف بين البلدين ضمن اطار التضامن الخليجي ووفق موازين الحق والعدل، وهو ما اوضحته بجلاء تام امام المحافل الدولية وفي البيانات الرسمية وحتى امام محكمة العدل الدولية. ‏ولقد جاءت المبادرة الاخيرة لصاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع تاكيدا لهذا المسار وهذا النهج، والذى اكد ان الفرصة ما زالت قائمة للعودة بموضوع الخلاف الحدودى بين قطر والبحرين الى اطاره الأخوى الخليجي والمنسجم مع ارادة الاشقاء وتطلعات شعوب المنطقة ومع معطيات واقعنا ‏الخليجى والعربي، بعيدأ عن المؤثرات الخارجية وعن مواجهات التقاضى الدولى بين الاشقاء بالرغم من ان قطر هى التى نقلت الخلاف الى محكمة العدل الدولية في وقت كانت فيه الوساطة ‏الخيرة لخادم الحرمين الشريفين في سبيلها ان ترى النور وتعطي لكل زى حق حقه ضمن اطار التضامن والتلاحم لدول الخليج العربية. ‏لقد اكدت مبادرة صاحب السمو ولي العهد على ان التفاوض المباشر بين الطرفين الشقيقين لتسوية هذا الخلاف هو الحل الامثل فيما يتعلق بالخلاف الحدودي بين البحرين وقطر، او ان تتطور الوساطة السعودية الى مستوى تحكيم ترعاه المملكة العربية السعودية باعتبارها الوسيط الاول، وتحت مظلة دول مجلس التعاون..وهذا بطبيعة الحال سيكفل تسوية الخلاف ضمن الاطار الاخوى بعيدا عن المؤثرات والمداخلات الاجنبية. ‏ان ما سعت اليه البحرين سواء من خلال مبادرة سمو ولي العهد او من خلال التصريحات الرسمية تؤكد بما لايدع مجالا للشك برغبة البحرين في ان تكون علاقتها مع الشقيقة قطر بعيدة كل البعد عن اسلوب الاستفزاز والاثارة التى يمارسها وزير الخارجية القطرى في تصريحاته المستمرة بشكلها اليومى.. واننا ندعر الأخوة في قطر ومن يهمهم ويعنيهم ان تكون هذه العلاقة بين البحرين وقطر متينة على أسس حسن النوايا والتوجهات ان يعلنوا ذلك بصراحة وبوضوح مثلما اعلنت البحرين موقفها بصراحة ووضوح.